الأناضول – دعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، كل الأطراف إلى وضع هدف مكافحة تنظيم “الدولة” في صلب سياستها خلال عملية تحرير الموصل، بعيداً عن أي نوايا لإحداث تغيرات ديموغرافية وجيوسياسية.
وقال شتاينماير لصحيفة “فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ” الأربعاء، “حتى لو كنا لا نعلم كم من الوقت ستستغرق عملية تحرير الموصل، إلا أنه من المهم أن نخطط لمرحلة ما بعد التحرير. لا يجب التركيز على العملية العسكرية لتحرير المدينة فقط”.
وبحسب الموقع الرسمي لإذاعة صوت ألمانيا (DW) قال “شتاينماير” للصحيفة، إن “سياسة تصفية الحسابات، والتحريض على الصراع الطائفي، والعمل على إحداث تغيير ديموغرافي (سكاني) وجيوسياسي (علم دراسة تأثير الأرض على السـياسة) للمناطق المحررة يشكل تهديداً لهدفنا المشترك في القضاء على تنظيم داعش”.
ومنذ عام 2014، قدمت وزارة الخارجية الألمانية، مساعدات إنسانية للعراق بقيمة 203.3 مليون يورو، وبذلك تشكل ألمانيا أكبر دولة مانحة فيما يخص أزمة العراق.
وفي 7 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، عقد مجلس “استقرار الموصل” اجتماعاً في في بغداد واتخذ قرارات تخص إجراءات استقرار الموصل لمرحلة ما بعد التحرير.
ويتألف “استقرار الموصل” من ممثلي الحكومة العراقية المركزية، وممثلي عن منظمات الإغاثة المحلية والعالمية إلى جانب شركاء من الدول المانحة، ويعود تشكيل مجلس استقرار الموصل إلى مبادرة قدمتها الحكومة الألمانية.
وفي وقت سابق، طالب وزير التعاون التنموي الألماني غيرت مولر الاتحاد الأوروبي بضرورة الإعداد لتقديم المساعدات الإنسانية للعراق على ضوء العمليات العسكرية الجارية لتحرير الموصل، وما قد ينجم عنها من موجة نزوح جديدة في العراق.
كما ذّكر خلال حديثه أن الخارجية الألمانية وبالتنسيق مع وزارة التعاون التنموي قد خصصتا مبلغ 33.5 مليون يورو كمساعدات عاجلة للمناطق المحررة في العراق.
وأوضح أن “المساعدات الألمانية استهدفت دعم إجراءات فك أو رفع الألغام والمتفجرات في المناطق المحررة، إلى جانب إعادة تفعيل البنى التحتية الأساسية بهدف منع الوقوع في فخ الصراعات الطائفية وتقوية شرعية الحكومة المركزية في تلك المناطق”.
وانطلقت، فجر الإثنين، الماضي معركة استعادة الموصل من “الدولة”، بمشاركة 45 ألفاً من القوات التابعة لحكومة بغداد، سواء من الجيش، أو الشرطة، أو قوات الحشد الشعبي (غالبيتها من الشيعة)، أو قوات حرس نينوى (سنية) إلى جانب قوات البيشمركة، ودعم التحالف الدولي.