المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 5/1/2015
تشكل ظاهرة إنتاج وتعاطي المخدرات مشكلة عالمية لا يكاد يخلو مجتمع إنساني من آثارها المباشرة أو غير المباشرة، كما تكلف الإجراءات الدولية والمحلية لمكافحة انتشار المخدرات والتوعية بأضرارها وعلاج المدمنين حوالي 120 مليار دولار سنويا، وتمثل تجارة المخدرات 8% من مجموع التجارة العالمية، ويشير تقرير الأمم المتحدة عام 2000 بشأن المخدرات، إلى أن الكمية المضبوطة مقارنة بما يتم تهريبه تشكل نسبة ضئيلة فعلى سبيل المثال لا تزيد كمية الهيروين المضبوطة عن 10% فقط من الكمية المهربة، كما لا تزيد في الكوكايين عن 30%.
تبين تقارير الوكالة الدولية لمكافحة المخدرات (وهي وكالة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة) بأن سوريا نظيفة من إنتاج المخدرات، إلا أن كافة تقارير تلك الوكالة تؤكد بأن سوريا تعتبر من دول المرور لتلك الآفة حيث تعتبر سوريا نقطة عبور أساسية للعقار (Phenethylline) المخدرة التي تشتهر على نطاق واسع بالاسم التجاري (Captagon – الكبتاغون) والتي تعرف بالاسم الشعبي لها حبوب “الشبح” وذلك لأنها تؤدي إلى جعل المدمن لا ينام لمدة ثلاثة أيام.
وقد شجع النظام السوري تجارالمخدرات ليس الآن في ظل الأزمة بل منذ صدور القانون/2/ الصادر عام 1993 حيث ينص هذا القانون على فرض عقوبات قاسية على التجار والمهربين و الصانعين، ويعامل المتعاطي على أنه مريض ، فإذا سلم المتعاطي نفسه أو قام أقاربه حتى الدرجة الثانية بتسليمه ، يعفى من العقوبة ولا يلاحق قضائيا بشرط ألا يكون له سوابق كثيرة، وأن يلتزم بشروط مركز علاجه، حيث يقوم التجار والمروجين بدخلون المصح لتحاشي السجن وتسويق موادهم للنزلاء.
وكشفت تقارير ان تجارة المخدرات في سوريا زادت بمعدل 400% في السنوات الأربع الأخيرة،والكابتاغون الذي ينتشر نسبياً في منطقة الشرق الأوسط حيث من المعروف بأن حزب الله اللبناني منتج رئيسي لتلك الحبوب و يسيطر على تجارتها، وقد وجد حزب الله في النظام السوري وشبيحته ضالته في إغراق المناطق المحررة الخاضعة لسيطرة المعارضة وأيضاً دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية بهذه المادة لتدمير صحة شبابهم وعقولهم، وقد وجدوا في الأغنام السورية وسيلة آمنة لتهريبها، حيث يقوم المصدر بإبلاع أغنامه بالحبوب المخدرة، أو حشي تلك الحبوب في إلية الأغنام بعد شق الجلد ووضع أكياس الحبوب ومن ثم خياطة الجلد، بهذه الطريقة وبسبب رائحة الأغنام القوية فإن رجال الجمارك في الدول المستوردة لا تستطيع الكشف عن تلك المخدرات وحتى لو استعملوا الكلاب المدربة.
وتعتبر سوريا إحدى الدول الهامة في منطقة الشرق الأوسط بالنسبة لتجارة المخدرات، فهي تستخدم معبرا للاتجار من لبنان إلى تركيا. كذلك يأتي الكوكايين إلى سوريا من أميركا اللاتينية في طريقه إلى لبنان لمعالجته صناعيا وإعادة تصديره إلى أوروبا الغربية وأميركا الشمالية. وتشير مضبوطات مادة الفينيتيلين في السعودية وسوريا وتركيا إلى استمرار الاتجار العابر من أوروبا إلى دول الخليج
في سورية 6174 متعاملا بالمخدرات بحسب مرصد الشباب ، ولكن ما خفي أعظم والرقم الحقيقي أكبر بكثير، كما اتفق كل من سألناه .
وربما تؤكد الأرقام التالية هذه المقولة ” في عام 2006 صودر 172.738.42 كغ حشيش ، و 6.575.20 كغ هيروين ، و 1.916.75 كغ كوكائين ، و8897931 حبة كبتاغون ، و193755 حبة مختلفة ، و 685.100 كغ مواد تصنيع أولية “.
ومن يدافع اليوم عن “نظام الأسد” في سورية وفي مدينة حلب تحديداً ليس الجيش والأمن كما يتوقع الكثير, بل إن عدد الشرطة والأمن هناك لا يتجاوز العشرة آلاف عنصر, وهو عدد عاجز عن كبت مظاهرات منطقة من إحدى مناطق حلب في الريف أو المدينة , لكن من كان يستلم زمام الأمور في حلب هو شبيحتها وهؤلاء يتجاوزون عدد الأمن والشرطة وربما حتى إلى أكثر من الضعفين, سمة هؤلاء الشبيحة أنهم على عكس باقي مناطق سوريا, في حلب هم منظمون وتمويلهم جيد, لأنهم بالأساس من تجار المخدرات والممنوعات, وقد تغاضى عنهم النظام لسنوات واليوم يشجعهم بشكل عملي إلى درجة الشراكة الكاملة في التمويل وفي التجارة .
ومن الأسماء اللامعة من هؤلاء المعروفين بتجارة المخدرات والممنوعات ودعم النظام, عائلة بري المعروفة في حلب بكافة أنواع الإجرام سواء كان بحق المجتمع كالمخدرات والسلاح والكازينوهات او كان بحق المال العام, كعقارات الدولة التي اغتصبوها وكذلك عقارات السوريين هذه العائلة التي تعتبر الراعية الأولى للشبيحة وهم أولاد شعبان بري ( زينو – حسن – حسين – فضل – عزو ) وأولاد حمود بري ( عبد الملك وأخوته وأولاد أخوته ) وهؤلاء اختصاصهم المخدرات والحواجز الأمنية وإطلاق الرصاص في المظاهرات على الناشطين.