تعيش منطقة سهل الحولة بريف حمص الشمالي حصاراً خانقاً منذ أكثر من عامين ونصف العام حيث أن الطبيعة الجغرافية للمنطقة جعلتها في خاصرة جبال اللاذقية ومحاطة بـ 40 حاجزاً وقرية موالية تفصلها عن قرى ومدن ريف حمص الشمالي.
يتم إدخال المواد الغذائية بأسعار مرتفعة وكميات خفيفة تكاد لا تغطي متطلبات الأهالي البالغ عددهم 70 ألف نسمة، الجدير بالذكر أن المواد الغذائية التي تدخل إلى المنطقة عبر معابر تسيطر عليها قوات النظام بعد دفع مبالغ ضخمة لحواجز النظام التي تحاصر ريف حمص الشمالي بشكل كامل، بعد شراء المواد الغذائية المطلوبة يتم نقلها إلى المنطقة عبر طريق ترابي ضيق يمر بمحاذاة المناطق الموالية، سمي فيما بعد “طريق الموت” وذلك بسبب ارتقاء عشرات الشهداء عليه أثناء محاولتهم إدخال المواد الغذائية إلى الحولة المحاصرة.
ومنذ أسبوعين أطلقت قوات النظام مدعومةً بقوات روسية، حملة عسكرية بهدف إغلاق منافذ الريف الشمالي بشكل كامل وفرض سياسة الحصار والجوع على أهالي الريف الحمصي عبر سيطرته على قرى في قرية “جنان” ومحيطها دون أن ننسى إغلاقه لـطريق تيرمعلة وتل عمري في المعارك التي دارت منتصف شهر تشرين من العام الماضي
ازداد الحصار على المنطقة بشكل كبير كـحال معظم مناطق ريف حمص الشمالي وارتفعت الأسعار بنسبة تجاوزت الأربعين في المئة ومنذ عدة أيام أطلق النظام معركة باتجاه قرى” دير الفرديس وحربنفسه “في ريف حماه الجنوبي المتاخم لريف حمص الشمالي أدت إلى قطع آخر شريان حياة لمنطقة الحولة،حيث كان يتم إدخال بعض المواد الغذائية والوقود
نزوح أكثر من ثمانية آلاف نسمة معظمهم من النساء والأطفال من قريتي حربنفسه ودير الفرديس، وقد وصلوا إلى منطقة الحولة لتزداد معاناة المنطقة المحاصرة ويزداد معها معاناة النازحين الفارين من الموت وآلة القتل التي لا تتوقف، بالإضافة لمعاناة السكان من أزمة الخبز، حيث يبلغ سعر كيلو الخبز الواحد 350 ل.س وبكميات قليلة لا تكفي الأهالي، رافق ذلك شح بالوقود حيث تجاوز سعر ليتر الديزل ” 450 ل.س” وانقطاع الحطب الذي تستخدمه الأغلبية الساحقة من الأهالي للتدفئة، وإن وجد فلن يتم الحصول عليه بسعر أقل من الستين الفاً للطن.
المنظمات والهيئات الإغاثية والإنسانية في المنطقة لم تستطع تقديم الإغاثة الكافية لنحو ثمانية آلاف نسمة مهجرة من منازلها، حيث أن هناك حاجة كبيرة لكل شيئ كـ” المحروقات، المواد الغذائية، حليب الأطفال، الخبز”والكل في منطقة الحولة يتملكهم العجز بانتظار أن تحيا ضمائر العرب والمنظمات الدولية التي يبدو أنها ماتت ولم يعد لهم وجود بعد اليوم.
المركز الصحفي السوري ـ مهند البكور