توجع القلب، تلك الصور التي التقطتها في وقت سابق عدسات الأقمار الاصطناعية التابعة للأمم المتحدة، لمدن وبلدات سورية أحالها القصف الممنهج والمتواصل إلى خراب ودمار، غابت فيه معالمها وانطمست.
يقول مراقبون؛ السوريون الثائرون المعنيون بما تظهره هذه الصور، لكونها أحياءهم التي تظاهروا فيها سلمياً ودمرها الأسد بطائراته، واجتاحها بدباباته، وألقى عليها آلاف البراميل المتفجرة وصواريخ سكود بعيدة المدى على رؤوسهم، لا يبدو أنهم اتعظوا، كيف يتعظ من يحلم ويتوق بحرية بلده وشعبه ونفسه؟!.
وتظهر الصور التي نشرتها سابقاً الأمم المتحدة ونقلتها وكالات الأنباء، ونستعرضها أدناه، دماراً هائلاً في عدد من المدن السورية، في حمص وحماة وحلب ودير الزور وغيرها.
البدء من عاصمة الثورة السورية، حيث تظهر الصور حي الحميدية وجورة الشياح والخالدية حيث يقع جامع “سيدي خالد” بن الوليد، وهو أحد أهم أحياء المدينة التاريخية التي تعمدت جميع أحيائها بالمظاهرات والثورة، قبل أن يحاصرها الأسد ويهجر سكان عدد من أحيائها، فيما تكشف الصورة (الصورة القديمة لعام 2010، والحديثة عام 2014) عن حجم الدمار الهائل الذي خلفه القصف، وطال حتى مسجدها الأثري.
وإلى جارتها حماة التي شهدت ساحاتها أكبر مليونية في الثورة السورية قبل أن يحكم الحديد والنار الذي بيد السد سيطرته عليها، حيث تظهر الصور القديمة التي تعود لعام 2010 والحديثة لعام 2012 كم الدمار الذي لحق حي الأربعين في المدينة، حيث استحال أثراً بعد عين.
وفي دير الزور الشهيرة بجسرها المعلق، لم يعد ذلك المعلم الجميل يزينها، منذ أن سيطر تنظيم الدولة وجعلها هدفاً لقصف القوى الكبرى والصغرى، كما تظهر الصور التي تعود القديمة منها إلى 2013 والحديثة إلى 2014.
أما العاصمة الاقتصادية سوريا، حلب، فقد سحقت أحياء بكاملها منها وأحيلت إلى دمار، كما تكشف الصورة تعود لعام 2014 (الصورة القديمة تعود 2010) لحلب القديمة على مقربة من قلعتها، وفي صميم من جوار مسجدها الأموي.
وفي حلب، ولكن في ريفها ذي الأغلبية الكردية، حيث أعلنتها قبل أيام مليشياتٌ كردية منطقةً خاضعة لسيطرته وفق نظام فدرالي، تقع مدينة عين العرب، التي سبق أن حظيت باهتمام العالم كله، يوم أن سيطر عليها تنظيم الدولة، وجاء العالم محرراً.. ومدمراً.
وقد لا يكون شيئاً مهماً، الحديث عن حجم الدمار في أحجار وآثار وبُنى هذه البلاد الحضارية أمام الثمن الباهظ بالأرواح والأجساد والنفوس الذي دفعه السوريون ثمناً لحريتهم الغالية من حكم آل الأسد، وها هم مستمرون يتمّون سنتهم الخامسة، ويتظاهرون سلمياً ومجدداً مستفيدين من الهدنة، يعلنون أن #الثورة_مستمرة، كما يؤكدون.
الخليج أونلاين