“هو فوز للحرية السورية”توجت، يوم أمس، الشاعرة السورية ابتسام الصمادي بجائزة “توليولا” العالمية للشعر عن ديوانها الشعري “والشوق شأنك”.
ومسابقة توليولا هي مسابقة أدبية عالمية تصدر من إيطاليا عمرها أكثر من ربع قرن تعنى بالرواية والشعر.
وتعتبر الشاعرة ابتسام الصمادي من رائدات الشعر العربي الحديث، كتب عن ابداعها العديد من النقاد العرب.
بدأت بواكير إصداراتها في العام 1991وحققت بصمتها الخاصة بعيدًا عن فخ التجنيس الأكاديمي المحض
وهي إضافة نوعية للمتن الشعري الألفي أثرته بذائقة جديدة مبنية على وعي وتمكن أصيل من ثرائنا الشعري بلمسة حداثية متميزة.
تُرجمت الكثير من قصائدها إلى الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية ومن آخر اصداراتها (والشوق شأنك).
وفي بحث بديوانها لعبد الكريم معاش وهو كاتب وشاعر مغربي، كتب “فالشاعرة ابتسام الصمادي نسجت اسطورتها
من خلال احتكامها الى منطق الولاء للوطن وليس لنظام سياسي هجين أرسى قواعد حكم العائلة والانتساب للولاء الشخصي
لا إلى المؤسسات المنتخبة ديموقراطيًا، هكذا هجرت الشاعرة من فردوسها الشامي من حاستها السادسة ،لأنها رفضت الاحتكام
لزبانية النظام الديكتاتوري المحمي من لدن روسيا وايران”.
الشاعرة الصمادي ابنة مدينة جاسم في محافظة درعا، برلمانية سورية سابقة وعضوة سابقة في اتحاد الكتاب العرب جمعية الشعر،
قبل انشقاقها عن النظام السوري والتحاقها بثورة الحرية والكرامة، بداية الثورة السورية”.
وفي تصريح خاص للمركز الصحفي السوري قالت “هو فوز للحرية السورية” وأضافت عن الحرب السورية،
“لا يوجد بكل الكرة الأرضية موت يتحدث بكل اللغات الحيّة سوى موتنا السوري.
وعبر التاريخ منذ أن وُجد “أتيلا” وهو أقدم وأول طاغية عرفته البشرية لم يشهد الكون أن تحوّل كل طغاته دفعة
واحدة ضد الإنسان والإنسانية كما يحصل اليوم.
أليس عجيباً هذا النزيف الذي لا يتوقف ولا يوجد قرار في الكون لإيقافه؟!
حتى شعوب الأرض طهقت من صورنا على الشاشات، هل هو العقل السوري الذي يحاربونه للقضاء عليه كما قضوا
من قبله على علماء العراق ؟! ألأنه النواة الوحيدة التي بقيت صالحة من الإرث التاريخي والحضاري عبر الزمن؟!
والنواة الوحيدة الناجية من كلّ ما تمّ تشويهه وتفتيته وتعطيله عن العمل؟!
ألأنه النواة المخيفة الصالحة للزراعة من جديد والصالحة للاستنساخ وللخلايا الجذعية الوطنية ؟! لذلك مطلوب إتلافها بالسرعة إن أمكن أو ببطء إن تعذر”
أما عن الأدب بشكل عام، والمحسوبيات الأدبية والشللية وتأثيرات منابر التواصل الاجتماعي، فقالت “وضع متشظي يشبه الحالة السورية بما وصلت إليه”.
وفي ختام حديثها وجهت الأديبة السورية ابتسام كلمة للأدباء الشباب جاء فيها
“من كانت ثورته عظيمة كانت نتائجها عظيمة والتآمر عليها أعظم، لا تظنن أن الحرية تُطال بصيد بخس،
إن ثمنها يوازي عظمتها، ثقوا بانفسكم أيها الشباب وبإبداعكم الذي أتى من معاناتكم وهو الأصدق والأبقى.
نحن نواجه قذارة الكون الملوث ليس فقط النظام العميل لكن النقطة المضيئة الوحيدة هو حالة الوعي والضوء الذي بدا ساطعاً
في أذهانكم منذ أن هتفتم للحرية والكرامة.
الزمن سيدور ومن ينظر من علٍ ليس كمن ينظر من القاع، صدقوني أو كذبوني.
كلما كانت المأساة كبيرة أعلمْ أن وراءها ما هو أعظم.
الربيع ربيعنا وربيع الله والحق فلا تكفروا به”.