في ساحة العازارية وسط العاصمة اللبنانية بيروت، تجلس الشابة لانا الحلبي وحولها مجموعة من الأطفال، وتحمل بين يديها مجموعة من الكتب والقصص من أجل قراءتها لهم.
أرادت الشابة لانا أن تشارك بطريقتها الخاصة في الحراك اللبناني الجاري فاختارت قراءة الكتب خاصة للصغار، وذلك بهدف بنقل رسائل اجتماعية وثقافية وإنسانية وبيئية للأطفال، بالإضافة إلى تشجيعهم على القراءة.
اختارت لانا وقف مبنى العازارية وسط بيروت مكانا لنشاطها الأسبوعي، حيث كانت ساحة هذا المبنى تحتضن معرضا للكتب المدرسية والعامة لبيعها أو مقايضتها قبل أن تغير ملامحها الحرب الأهلية اللبنانية وتحولها، والآن أصبح هذا المبنى شاهدا على الثورة التي تغزو البلاد بحسب الشابة لانا.
كتب متنوعة
قرأت الحلبي حتى الآن عدة كتب متنوعة من أدب الأطفال، أولها كتاب “القنديل الصغير” للصحافي والأديب غسان كنفاني، الذي كان يرى في الأطفال ثوار المستقبل الحقيقيين.
تقول لانا “اخترت هذا الكتاب لأنه يحكي عن علاقة السلطة بالشعب من خلال وصية الملك لابنته بعد وفاته، وقد وكلها فيها بمهمة إحضار الشمس إلى القصر كشرط لكي تصبح ملكة، ولما يتضمنه من رسائل عديدة”.
أما ثاني كتاب قرأته فكان بعنوان “لمن الزيتون” للكاتبة فاطمة شرف الدين، ويشجع على التعاون والمشاركة من خلال قصة عائلتين تتشاجران من أجل قطف شجرة زيتون كبيرة تقع في منتصف الحديقة بالقرب من منزلهما كما تقول الشابة لانا.
“برقوق” كان ثالث كتاب تقرأه لانا للكاتبة سمر محفوظ براج، وهو يحكي عن أزمة النفايات بطريقة طريفة، كما قرأت كتاب “سقف الأحلام” للكاتبة بدرية الشامسي الذي يحكي قصة قرية “المنسية” التي توقف أهلها عن رؤية الأحلام وأصبحت حزينة ومهملة حتى قرر أحد الأطفال أن يفتشوا عن السبب ويعيدوا البهجة إلى الناس.
تقول لانا “أحببت المشاركة في هذه الثورة ليس فقط من خلال الحضور، بل من خلال أن يكون لي دور فعال بتوعية الأطفال حول مفهوم الاحتجاجات بطريقة يحبونها ويتقبلونها، وأردتها أن تكون أيضا ثورة ثقافية بكل معنى الكلمة”.
ويلقى نشاط قراءة الكتب من قبل الشابة لانا الحلبي تفاعلا من قبل الأطفال الذين يطالبونها بقراءة المزيد من القصص والحضور يوميا، ليس فقط يوما واحدا خلال الأسبوع، كما يشهد النشاط تفاعلا من قبل الكبار الذي يشاركون الأطفال في سماع القصص التي تقرأها الشابة لانا.
المصدر : الجزيرة