أهدي هذه القصيدة لأطفال بلدي المنكوبين أولاً، وأيضاً للموسيقار السوري والصديق العزيز (مالك جندلي) تقديراً للحملة التي يقودها حول العالم باسم (صوت أطفال سورية الأحرار) والذي يستعد حالياً لاطلاق عمله الجديد من (صالة كارنيغي) العريقة في مدينة نيويورك السبت 31 كانون الثاني، جانيوري 2015 بعنوان (سيمفونية سورية: فينيق في المنفى)
بقلم طريف يوسف آغا
سَرَقوا الطُفولَةَ مِنْ أطفالِنا، سَرَقوا البَراءَة ْ
حَرَموهُمْ أنْ يَتَعلّموا الكِتابَةَ، ويَتَعلّموا القِراءَة ْ
سَرَقوا مِنهُمُ الأحلامَ، خطَفوا المستَقبَلَ
وتركوهُمْ يَسكُنونَ الخِيامَ ويفتَرِشونَ العَراءَ
ماتركوا لهمْ سَقفاً يحتَمونَ بهِ
لا مايقي الصَيفَ، لا مايقي الشِتاءَ
صادَروا مِنهُمْ حَقّهُمْ في الحُبِّ واللّعِبِ
قنّنوا عليهُمُ الغِذاءَ وحَجَبوا الدَواءَ
وكأنَّ كُلَّ هذا لايكفي حتّى أتى
اُمَراءُ الحَربِ وجعَلوهُمْ عِندَهُمْ اُجَراءَ
مِنَ المدارِسِ إلى خُطوطِ النارِ أخذوهُمْ
عَمَلٌ لاوَصفَ لهُ إلا الدَناءَة ْ
بدلاً مِنَ الأقلامِ والدَفاتِرِ والكُتُبِ
أعطوهُمْ بَنادِقاً يَقتلونَ بها الأحياءَ
أبدلوا لهمُ الأحرُفَ بالرصاصِ والمقاعِدَ بالخنادِقِ
ألغوا لهمْ دُروسَ العُلومِ وعلّموهُمُ الافناءَ
اليومَ سَلبوا مِنهُمُ الطُفولَةَ وغداً
يَصِفوهُمْ بالارهابِ ويُناصِبوهُمُ العِداءَ
أطفالٌ يُحَوَّلونَ إلى وَقودٍ لآلَةِ القَتلِ
وحِفنَةٌ مِنَ الأنذالِ تحققٌ بهمُ الثَّراءَ
مابقيَ أحدٌ لمْ يُتاجِرْ بهِمْ
القَريبُ والبَعيدُ يعمَلُ فيهِمْ بَيعاً وشِراءَ
مابينَ نِظامٍ سَفّاحٍ جعلَ الوطَنَ مُرتَهناً
وتنظيماتٍ تَدَّعي الجِهادَ وتُمارِسُ الرِياءَ
ودُوَلٍ تُحالِفُ هذا وتدعمُ ذاكَ وكلّهُمْ
يُقيمونَ على أطفالِ سوريةَ العَزاءَ
الطُفولةُ أيُّها الأنذالُ خَطٌّ أحمرٌ
لايَستَحِقُ مَنْ يتجاوَزهُ إلا الازدِراءَ
تَبّاً لكَ أيُّها العالمُ ماأحقركْ، وأنا
مِما يَدعونَها (الانسانِيةَ) فَقَدتُ الرَجاءَ
***
طريف يوسـف آغا
كاتب وشـاعر عربي سوري مغترب
عضو رابطة كتاب الثورة السورية
هيوسـتن / تكسـاس
الجمعة 10 ربيع الثاني 1436 / 30 كانون الثاني، جانيوري 2015