” ماما الدولار صار ب630 هيك رفقاتي بالحارة عم يحكو، يعني مارح تشترولي البسكليت الي وعدتوني فيه من سنتين؟”، أصبح ارتفاع وانخفاض سعر صرف الدولار في سوريا الشغل الشاغل لسكانها بما فيهم الأطفال الذين من المفترض أن يقضوا طفولتهم بالتعليم واكتساب المهارات وباللعب أيضا، لكن الحرب شوهت براءتهم وقضت على أحلامهم فكانت أفكارهم وأحاديثهم من وحي واقعهم المر.
لم يعد لليرة السورية أية قيمة وسط الارتفاع الشاهق لسعر الدولار والعملات الأخرى، الأمر الذي أثّر سلبا على أسعار المنتجات والمواد الأساسية كالغذائية والتموينية وغيرها، ما أثقل كاهل المواطن السوري الذي يتقاضى أجره بالليرة السورية، فمتوسط دخل المواطن السوري 30 ألف ليرة سورية أي أقل من 50 دولارا.
ونظرا لذلك أطلق مجموعة من الشباب السوري حملة لمقاطعة شراء المواد الاستهلاكية والسلع الغذائية تحت عنوان “مقاطعون”، ابتداءً من أمس الأربعاء ولمدة أسبوع؛ تهدف الحملة للضغط على التجار وتكدّس بضائعهم ما يؤدي لخفض سعرها ودعم الليرة السورية، إذ أوضح منظمو الحملة أنها ليست بالأمر الصعب؛ فمعظم الأهالي يملكون موادا تموينية تكفيهم لأربعة أيام كحد أدنى.
وعلق محمد من مدينة دمشق على الحملة بتعابير غاضبة وساخرة :” عأساس إذا قاطعنا السوق أسبوع رح يرجع الدولار لل 50، لك فيقوا بكفي مسخرة مارح يتغير شي، والدولار رح يصير فوق الألف، والتجار هنن كسبانين رح تبقى بضاعتن عندن ورح تنباع بالسعر الجديد، نحن رح ناكلها، بعدين نحن شو عم نشتري غير الشي الأكتر من الضروري؟ رح يجي يوم العالم تاكل بعضا من هالغلا، وهاد الاسبوع إن طبقناه ما رح يصيبنا منو غير الجوع والقلة.. العالم ماعندها غير أكل يومها كيف رح تصبر أسبوع ما تشتري شي البيوت رفاضي والبرادات فاتحا بوابها.
رغم العجز الاقتصادي وحياة الفقر والحرمان التي يعيشها السوريون، مازال هناك مساحة للفكاهة وروح الدعابة، حيث وضع أحد بائعي المواد الغذائية ورقة وكتب عليها ” الرجاء عدم التصفير عند سماع الأسعار، روحو صفروا عند رئيس الوزراء”، ومواطن آخر كتب ” راتبنا سوري، وأسعارنا دولار، راتبنا بساوي غرام ذهب واحد”.
ومن جهة أخرى صرح وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء التابع للنظام أن سوريا لا تواجه أزمة اقتصادية، بل حربا وإرهابا منظمين تقودهما قوىً ومؤسسات إقليمية ودولية، ومن الواضح أن تصريحات مسؤولي النظام أقرب إلى الخيال والابتعاد عن الواقعية والمنطق، فكان تعليق أحد المواطنين :” لا والله إذا ابنك كل يوم بمطعم شكلو أكيد مش موجود أزمة اقتصادية، عنجد شكرا ع التوضيح كل فكرنا في أزمة، الله يكتّر من أمثالك.. تضرب انت وامثالك، شو ع بالك أنت وأمثالك من المسؤولين، كل يوم سيارة شكل، ولبس غير شكل، الأزمة للشعب مو الكن”.
بينما تنشغل معظم مواقع التواصل الاجتماعي السورية بأسعار صرف الدولار والتغيرات التي تطرأ عليه، يقضي مسؤولو النظام وقتهم بإيجاد مبررات لا منطقية لا تمت للواقع بصلة، ضاربين بعرض الحائط مصالح الشعب فيستغلونه حتى في لقمة عيشه وقوت يومه، فهل من المعقول أن تتحقق توقعات الاقتصاديين ويصل الدولار إلى 3000 ليرة سورية؟
سماح خالد ـ المركز الصحفي السوري