علم “العربي الجديد” أن مبادرة جديدة قدمت خلال اليومين الماضيين، “لحل شامل متكامل لمنطقة الزبداني ووادي بردى” بريف دمشق، بحسب ما جاء في المبادرة، التي قدمتها لجنة “المصالحة الوطنية في منطقة الزبداني ووادي بردى”، إلى النظام برعاية روسية.
وجاء في المبادرة، التي حصل “العربي الجديد” على نسخة منها من مصادر معارضة مطلعة، طلبت عدم الكشف عن هويتها، أنه “بعد التشاور والتنسيق مع السلطات المعنية في الجمهورية العربية السورية .. نطرح مبادرتنا لحل كامل وشامل لمنطقة الزبداني ووادي بردى على النحو التالي: أولاً تسليم المسلحين لكافة أسلحتهم على اختلاف أنواعها للدولة، وإنهاء حالة النزاع والاقتتال بكل أشكاله”.
وتضمنت المبادرة “تسوية أوضاع كل المطلوبين أمنياً، مسلحين وغير مسلحين وحصولهم على كف بحث رسمي من قبل كل السلطات الأمنية، وتأمين فرص عمل لكل عائلة سلمت مطلوباً مع سلاحه، على أن تدخل القوات العسكرية والأمنية إلى بلدات المنطقة للتفتيش والتأكد من خلوها من كافة الأسلحة الممنوعة والذخائر”.
كما نصت على “ترحيل من لا يرغب بالتسوية إلى أي جهة يريد، ومن يرغب بالسفر خارج القطر فيحصل على جواز سفر نظامي ويؤمن سفره بشكل قانوني، أما بالنسبة للمتخلفين عن الخدمة الإلزامية فيتم تخديمهم في المنطقة لحفظ أمنهم وسلامتهم .. أما بالنسبة للمنشقين عن الجيش فسيكملون خدمتهم في أقرب قطعة عسكرية في المنطقة، وأما منشقو وزارة الداخلية فخدمتهم في وزارة الداخلية”.
وفي ما يخص المعتقلين، تضمنت المبادرة أنه “سيصار إلى إخلاء سبيل الموقوفين أمنياً ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء، كما يتم دخول جميع مؤسسات الدولة ومعاودة عملها كالمعتاد، ودخول كافة الخدمات من أجل إعادة تأهيل كافة البنى التحتية، كما يتم فتح كافة الطرق الرئيسية المؤدية للبلدات بشكل طبيعي فيما عدا المداخل غير الشرعية للضرورات الأمنية”.
كما نصت المبادرة أيضاً على “تشكيل لجنة موسعة من وجهاء بلدات المنطقة ووادي بردى وتكون ضامنة لتنفيذ بنود هذا الاتفاق، ويعالج أي خلل أمني من قبل هذه اللجنة بالتنسيق مع السلطات المختصة بما يتوافق مع القوانين والأنظمة المرعية”، ومن بنود المبادرة أيضا، أن يتعاون جميع المواطنين من أجل محاربة الفكر التكفيري والتكفيريين والتنسيق مع دوائر التربية والأوقاف في هذا المجال”.
وقالت مصادر مطلعة، إن “هذه المبادرة قدمت من لجنة المصالحة إلى السفير الروسي بدمشق، الذي يتابع الأمر مع النظام”، لافتة إلى أن “المبادرة اليوم في مكتب شقيق الرئيس السوري وقائد الفرقة الرابعة ماهر الأسد، والمسؤول عن ملف الزبداني ووادي بردى”.
كما لفتت إلى أن “هذه المبادرة تأتي في وقت يعيش فيه آلاف المدنيين المحاصرين في الزبداني ومضايا وبقين وغيرها من بلدات في وادي بردى، كارثة إنسانية بكل ما تعنيه الكلمة، فالجوع يكاد يفتك بحياة الكثيرين منهم، وهم اليوم يعيشون على الماء وأوراق الشجر”.
وتواردت اليوم الخميس، أنباء عن إمكانية دخول بعض المواد الغذائية إلى بلدة مضايا، التي يقطنها عشرات آلاف النازحين من ريف دمشق والزبداني.
وكان “العربي الجديد” قد علم قبل أيام، أن السفير الروسي حضر اجتماعاً بمنطقة الكازية على أطراف بلدة مضايا، بين لجنة المصالحة وعدد من ضباط القوات النظامية، تحدث خلاله مع أحد قيادات المعارضة المسلحة في مضايا هاتفياً، حيث تم الاتفاق على إجراء تسوية للمنطقة، وإدخال مساعدات إنسانية بأقرب وقت، إلا أن الأمر لم يتحقق بعد.
يشار إلى أن الزبداني ومضايا وبقين، كانت قد عقدت هدنة مع النظام في منتصف تموز/يوليو الماضي، على أن يخرج المسلحون منها إلى إدلب، والجرحى إلى مستشفيات لبنانية، وإدخال المساعدات الإنسانية، وذلك برعاية إيرانية، مقابل وقف إطلاق النار في بلدتي الفوعة وكفريا، وخروج نحو 10 آلاف مدني منها إلى مناطق النظام، إلا أنه لم يطبق من الاتفاق سوى البند الأول وهو وقف إطلاق النار، ونقل جريحين فقط من أصل أكثر من 100 جريح، معظمهم في حالة حرجة.
العربي الجديد