. الواقع الميداني.
(سوريا دخلت في كل الجبهات مرحلة الحسم العسكري تحت سيطرة القوى الإقليمية المعنية تركيا وايران والاردن برعاية دولية أمريكية روسية، لملء الفراغ الناتج عن هزيمة داعش والنصرة، والترتيبات قادمة.)
اولا.الجنوب السوري: لا بد من التركيز على أن مرحلة جديدة بدأت في سوريا؛ دشنها الاتفاق الأمريكي الروسي الأردني حول منطقة تخفيض التصعيد في الجنوب السوري، شاملا محافظات درعا والسويداء والقنيطرة عبر بنودها المعلنة والسرية، وبالاتفاق مع (إسرائيل) الحاضرة بمصالحها، حيث تقرر إبعاد إيران وحزب الله والميليشيات الطائفية إلى عمق 50 الى 70 كم عن حدود الجولان المحتل، الاهم ان الاتفاق ضمن القوى كلها: النظام وحلفاؤه وإيران من قبل روسيا، وقوى الجيش الحر من امريكا والاردن، وبدأ تنفيذه على الأرض، لكن ما لم يعرف ما بعد ذلك ؟، هل هو مقدمة للمسار السياسي كحل لسوريا ضمن قرارات مجلس الأمن ومؤتمرات الاستانة وجنيف.؟؛ أم هو تأسيس لتقسيم سوريا واقعيا، وتحوله بعد ذلك لتقسيم يبحث عن اعتراف تحت رعاية دولية ووصاية دول الجوار الأردن (وإسرائيل) الايام ستظهر؟، هناك كلام كثير وتسريبات عن عودة اللاجئين السوريين في الأردن إلى بلادهم ومدنهم وقراهم؛ الذين طالت غربتهم ومعاناتهم، وزاد خوف الاردن من توطينهم فيه، هذا غير المعاناة الاقتصادية من التواجد السوري هناك، الذي يتراوح بين مليون ونصف إلى مليوني إنسان، يعني كل أردنيين ثالثهم سوري. وكذلك (إسرائيل) وخطوطها الحمر على تواجد إيران وحزب الله والمليشيات الطائفية الى مسافة ما من حدود الجولان السوري المحتل، وكانت تبادر لضرب أي تجاوز على ما تراه مصالحها على كامل الارض السوريه واللبنانيه ومنها الجنوب السوري، وهناك قرار باستئصال من تبقى من مجموعات بايعت داعش وكان الأمريكان قد أعلنوا اعتبار جيش خالد بن الوليد إرهابيا وهو متواجد في بؤرة صغيرة في الجنوب السوري، وكذلك النصرة المصنفة ايضا إرهابية والمتواجدة في الجنوب لكن بأعداد قليلة، هناك حديث عن إعادة تفعيل المجتمع المدني والأهلي في الجنوب، و نحن نعلم أن الحاضنه الشعبيه لها سلطتها على فصائل الجيش الحر التي تتكلم كثيرا عن توحيد قواها وتتقدم ببطء لذلك، لكننا نعترف أن الجيش الحر في الجنوب وقوته وتنسيقه المتبادل وتفاعله الإيجابي مع حاضنته الشعبية؛ هو الأفضل على مستوى سورية بما يخص المناطق المحررة. هناك وعود بعودة اللاجئين وإعادة الإعمار وخلق أرضية مجتمعية سياسية تكون جاهزة لدور ما في رسم مستقبل سوريا. (الجنوب السوري اخراج ايران وحزب الله من المنطقة المحاذية (لإسرائيل) بعمق 40 كم، وابعاد ايران وحزب الله عن أي ترتيبات في الجنوب)
ثانيا. الغوطة الشرقية : ما زال عدم الوضوح يلف واقع الغوطة الشرقية، قوى الثورة السورية فيها علمت أنها مشمولة بمناطق تخفيف التصعيد، لكن واقع تصعيد النظام واستمراره في محاولة التقدم على كل الجبهات وخاصة جوبر، وصمت الأطراف الدولية والدول الراعية على ذلك يعطي انطباعا ان منطقة الغوطة الشرقية تدفع نحو الهزيمة، أوالاستسلام أوالقبول (بالمصالحات)، وخاصة ان الواقع الميداني صعب عسكريا، وقوى الثورة مازالت على خلاف؛ وجيش الإسلام وفيلق الرحمن ما زالا يتصارعان والثقة أصبحت بينهما معدومة، ولا يخفى علينا انعكاس الخلاف القطري السعودي على خلافهما ! ؛ وليست قضية إنهاء جبهة النصرة إلا ذريعة (على صحتها)، أن جبهة النصرة القليلة العدد والعدة لكن المستفيدة من صراع (الاخوة الاعداء) للاسف. المهم هل ستكون الغوطة الشرقية جزء من منطقة النظام في القريب ؟. احتمال وارد خاصة وأن الحصار قد انهك الناس ولم يعودوا يثقوا بقوى الثورة العسكرية للاسف ثانية. الايام تظهر.( لم تتضح بعد هل سيكون للغوطة خفض تصعيد، أم ستعود للنظام السوري سياسة القضم الجزئي وصمت روسي امريكي)
ثالثا. المنطقة الشرقية: اننا امام اكبر مساحة في الارض السوريه تسابق القوى الدوليه والاقليميه عليها، حيث تمتد من الجنوب السوري محاذية العراق وصولا للحدود التركية، يسيطر على أغلبها داعش التي دخلت مرحلة النهاية والاستئصال بقرار دولي وممارسة عملية على الأرض، فلكل خطط للسيطرة على المنطقة. فإن بدأنا من الشمال فأن أمريكا حضرت بقواتها المباشرة بدعمها العسكري الكبير لقوات سوريا الديمقراطية ممثلة بال ب ي د جناح حزب العمال الكردستاني الـ ب ك ك في سوريا، وتحييد الأتراك وإلزامهم مناطق محددة لا يتجاوزها، وتخفيف الدعم عن فصائل الجيش الحر المتواجد بالمنطقة الشرقية، واعتمدت في معارك دير الزور مع النظام وداعش بنسبة كبيرة على قوات سورية الديمقراطية، وبشكل رمزي وجزئي على فصائل الجيش الحر ولهذا تبعات سلبية على الواقع الحالي وعلى المدى البعيد. فما المقصود بصخ القوة لل ب ي د أكثر من حجمها العسكري والسكاني وامتدادها الجغرافي، هل نحن أمام تجهيز قوة انفصالية كرديه على امتداد هذه الجغرافيا السورية.؟!. وهناك بالمقابل النظام السوري وحليفه الروسي والايراني و المرتزقة الطائفيين من حزب الله والأفغان والعراقيين الذين يقاتلون لملء الفراغ ذاته ولكن لم يحسم الصراع على الارض، ويبدو ان ما يحصل هو عض أصابع بين أمريكا وروسيا لتوافق على تقاسم النفوذ في هذا الحيز من الأرض السورية، بالامريكان يتواجدون على الأرض بقوات -ولو انها رمزية الآن- لكن يبدو انها تريد ان تكون مالئة الفراغ في مناطق داعش بعد زوالها. وبكل الأحوال ومن منظور مصلحة الشعب السوري وثورته، ما يحصل لا يمثل حالة إيجابية إلا هزيمة داعش، اما الحضور الأمريكي وتعويم ال ب ي د وقوات سوريا الديمقراطية، حيث يضعنا أمام احتمالات مستقبل قد يكون سيئا ايضا.(المنطقة الشرقية: صراع الهيمنة عبر الآخرين بين روسيا وامريكا وايران وحزب الله والنظام من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية والجيش الحر من جهة أخرى.)
رابعا. المناطق المحاذية للبنان والتواجد السوري هناك: ان ما يعانيه أهلنا اللاجئين السوريين في لبنان هو من صميم ما يرسم لمستقبل سوريا، صحيح أن التواجد السوري في لبنان من مليون ونصف إلى مليوني انسان وان كل لبنانيين ثالثهم سوري، وان تركيبة لبنان المجتمعية والدستورية وتقسيماته الطائفية والدينية وضعفه الاقتصادي وخوفه (كدولة) من توطين السوريين؛ هذا غير هيمنة النظام السوري على الدولة اللبنانية عبر حزب الله وبعض القوى الأخرى، كل ذلك جعل جهاز الدولة اللبناني واغلب قواه السياسية يتعاملون مع السوريين بعدوانية، و بصفتهم عبء اقتصادي ومجتمعي و قنبلة موقوتة وكونهم مخترقين بالمجموعات الارهابية من داعش والنصرة، وقد لا يحتاجون لأدلة عن ادعاءاتهم فما زال بعض جيشهم مرتهن عند النصرة وداعش، وزاد الطين بله ان اغلب السوريين اللاجئين تواجدوا في المناطق الأكثر فقرا وعبر حاضنة اجتماعية لبنانية في البقاع والجرود المحاذية لسوريا ومنها عرسال، استخدمت كل المعطيات هذه من أجل الضغط على اللاجئين وتنغيص عيشهم والإساءة لهم عبر حملة ممنهجة ظهر فيها الجيش اللبناني كقوة تبطش بهم، رغم إعلانها حيادية تجاه السوريين و التزامها بنهج الدولة اللبنانية المدعية أنها نائية بنفسها عن المشكل السوري؟!، مداهمات على المخيمات وحرق مفتعل لبعضها اعتقالات وشهداء وسجن وترحيل ومن ثم حملة إعلامية على السوريين بصفتهم أعداء يجب إخراجهم من لبنان، كل ذلك خدم ويخدم خطة النظام السوري بإعادة اللاجئين لسوريا رغما عنهم ليلقوا مصيرهم الأسوأ عند النظام المستبد المجرم، وليس بعيدا عن ذلك حملة النظام السوري وحزب الله وحلفائهم على جرود عرسال إلا خطوة على طريق هذه الخطة، وهنا لن نتجاوز عن الحضور اللبناني الإيجابي لكثير من حاضنة الشعب السوري هناك وكثير من قواه الحية والمثقفه؛ وليس آخرها بيان 260 مثقف لبناني تدين ما يحدث من إساءة للاجئين السوريين ويطالب وملاحقات قانونية وشمول الحماية الدولية لهم في لبنان، نعم كل ذلك يحصل وهناك شبه تغييب كامل للقضية السورية عن التداول دوليا وإقليميا؛ خاصة وان حلفاء الشعب السوري المفترضين (دول الخليج) منشغلين في صراعاتهم البينيه، وهناك مشاريع إعادة توطين للسوريين على جرود الحدود السورية اللبنانية من جهة سوريا تحت هيمنة النظام وحزب الله وحلفائهم، يعني حياة أقرب الى الإعدام الميداني اليومي.(على الحدود اللبنانية المحاذية لسوريا، يقاتل حزب الله ومعه النظام لخلق منطقة سورية توطين لاجئي سوريا في لبنان)
خامسا. منطقة ادلب وريفها وريف حماة: نعم لقد دخلت هذه المنطقة على امتدادها في مناطق تخفيف التصعيد الميداني، ولا يخلوا من بعض تجاوزات لقوات النظام وحلفائه وطيرانه والطيران الروسي، وبدأ الناس يعودون لحياتهم اليوميه العاديه ويسعون في أرزاقهم قدر الإمكان، لكن هناك مشكلة كامنة وحاضره؛ وهي وجود جبهة النصرة المصنفة دوليا انها ارهابية. لم يغير تصنيفها محاولاتها الدؤوبة تغيير اسمها، أو تحالفها مع بعض القوى الثورية الأخرى؛ جماعة الزنكي، وسيزيد من مشكلتها امتصاصها فصيل جند الأقصى الذي صنفته امريكا حديثا كمنظمه ارهابيه، ولا تسميتها الأحدث هيئة تحرير الشام، في محافظة إدلب وريف حماه والشمال عموما تقاسمت روسيا وأمريكا وتركيا السيطرة عليه ولكل مسؤوليات، أن النصرة للان لم تستوعب انها مستهدفة وما عليها الا ان تحل نفسها والتحاق عناصرها في الجيش الحر وقادتها الأجانب مغادرة سوريا، وما لعبة (توحيد الجهاد السوري) التي تلعبها حيث تمتص بقية القوى او تستأصل هذه القوى إلا أكذوبة سياسيه وعسكريه، وما عن تصعيدها العسكري الأخير في مواجهة أحرار الشام؛ الذين اتخذوا قرارهم بالالتحاق بالأجندة الوطنية الديمقراطية للثورة السورية ممثلة برفع علم الثورة، وتفعيل الهيئات المدنية والشعبية والقضائية إلا خطوات صحيحة على الطريق، وما رد النصرة لاستئصال الأحرار وفرض الأمر الواقع بالهيمنة على ادلب وريفها وضرب قوى الجيش الحر فيها، ومن ثم تفرض نفسها على القوى الإقليمية والدولية كقوة أمر واقع تفاوض وتحصل على حصتها السياسية، وهي تعلم أن ذلك وهم غير ممكن التحقيق، أن أحرار الشام لهم قوتهم وحضورهم وتحالفهم مع قوى الجيش الحر خاصة في ريف حماة وريف ادلب الجنوبي، وهناك الدعم التركي المباشر، وما أصاب النصرة من مشكلة داخليه وانشقاق الزنكي عن هيئة تحرير الشام. ووقوفهم على الحياد – الى حين- ، وانشقاق بعض كتائبهم وبداية خروج الكثير من قواعدهم من الشباب السوري المغرر به والغير معبأ عقائديا بفكر القاعدة وأهدافها، الان حصلت تهدئة لكن الأمر يتجه للحسم والغلبة على الأغلب لتحالف الأحرار مع الجيش الحر، خاصة أن الجيش الحر في الشمال السوري المدعوم من تركيا يتحرك ليقدم الدعم المطلوب في إدلب. .الأيام القادمة حبلى.(في ادلب وريفها وريف حماة، صراع للسيطرة على الأرض قوامها هيئة تحرير الشام ومنها النصرة بمقابل أحرار الشام ومعهم فصائل الجيش الحر، نتائج الصراع تحدد مستقبل المنطقة).
.سادسا. اما الشمال السوري. فهو يراوح بين نفوذ أمريكي روسي عبر الب ي د، وتركي عبر الجيش الحر، فالاتراك ما زالوا يرون ال ب ي د قوة انفصالية كردية سورية هي امتداد ارهاب ال ب ك ك الكردي في تركيا، ولاتزال تعاني قوى الثورة السورية من الدعم اللامحدود الذي تقدمه أمريكا لل ب ي د الانفصالي الكردي، ولم يخفف من تخوفها ادعاء الامريكان انها تستخدمها فقط لأهداف عسكرية، وأنها تمنعها عن أي دور انفصالي سوري، لكن الوقائع على الارض تؤكد غير ذلك: ترحيل العرب والآشوريين وتدمير القرى وخلق دستور كردي ومجلس نيابي كردي وممارسات الأرض كلها تؤكد مقصدهم الانفصالي، ويزيد المشكلة حدة في الدور المنوط بهم في شرقي سوريا في دير الزور والبوكمال، ولن يغير من حقيقتها تطعيمها ببعض القوى الثورية العربية التي لن تغير من حقائق الواقع شيئا.(في الشمال السوري. تحجيم لدور تركيا، وتعظيم دور ال ب ي د ، واضعاف فصائل الجيش الحر. ).
.اخيرا. كل الوقائع في الميدان السوري تؤكد أن القوى الدولية ممثلة بروسيا وأمريكا، والإقليمية حليفة الثورة السورية والنظام الاستبدادي السوري تمارس أفعالها على الأرض تصنع واقعا من الهيمنة المباشرة، فالكل يعمل لاستئصال داعش والنصرة وإلغاء أي نفوذ لهم، والكل يحاول أن يفرض وجوده وامتداده.
.فامريكا تريد ان تسيطر عبر ال ب ي د على اغلب الشمال السوري وبعض الشرق وصولا لحدود الأردن ولو عبر دعم خجول لبعض قوى الجيش الحر.
.وروسيا وإيران والنظام وحلفاؤهم يريدون السيطرة على المنطقة الشرقية. وربط قوى الحشد الشعبي العراقي المدعوم ايرانيا بقوة النظام وحلفائه إيران وحزب الله والميليشيات الطائفية، هناك معركة كسر عظم هنا.
.والجنوب حصل اتفاق ثلاثي روسي امريكي اردني مدعوم اسرائيليا، هل هو مقدمة لانفصال أم كونفدرالية ام فدرالية أو تأسيس لحل سوري قادم.
.هل نسير نحو الحل السياسي لسوريا الواحدة دولة المواطنة والديمقراطية. ؟.
.ام نسير إلى تقسيم واقعي يثبت لاحقا سياسيا.؟.
.هذا مخاض الواقع السوري الان. والسوريون ضحيته وحضورهم فيه يكاد يكون معدوما.؟!..
.احمد العربي..
27.7.2017…