دمشق ـ «القدس العربي»: تواصل قوات النظام السوري خرق اتفاق وقف إطلاق النار في مناطق خفض التصعيد شمال غربي سوريا، مدعومةً بميليشيات تابعة لإيران تحاول من جهتها تخريب الاتفاق الروسي – التركي، حسب مصادر وكالة الأناضول، وذلك باستهداف مناطق جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، خلال الساعات الماضية، ما تسبب بحركة نزوح جديدة لعشرات العائلات المتبقية في المنطقة نحو مدينة إدلب والمخيمات المنتشرة في المناطق الشمالية قرب الحدود السورية ـ التركية.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان التصعيد والقصف، ورصد استمرار خرق قوات النظام لوقف إطلاق النار في إدلب ومحيطها عبر قصفها المتواصل، وتزامن ذلك مع اشتعال الأحراش والغابات شمال محافظة اللاذقية، لليوم الثاني على التوالي، جراء القصف الصاروخي والمدفعي من قبل قوات النظام والميليشيات المحلية والأجنبية على المنطقة، فيما ردت فصائل المعارضة المسلحة على خروقات قوات النظام وداعميها بقصف مواقعها في محيط مدينة سراقب شرق إدلب، رداً على قصف جبل الزاوية وبلدة النيرب في الريف الإدلبي.
في غضون ذلك، تستمر الحرائق في الأحراش والغابات الواقعة في التلال المحيطة لمنطقة الكبينة شمال اللاذقية، لليوم الثاني على التوالي، جراء القصف الصاروخي والمدفعي من قبل قوات النظام وميليشيات إيران على المنطقة.
وقالت مصادر محلية إن القصف المدفعي والصاروخي لقوات النظام على منطقة «الكبينة» في ريف اللاذقية الشمالي، لم يهدأ منذ صباح يوم الإثنين وحتى يوم الثلاثاء، ما تسبب بحرائق تزيد عن 1000 دونم من أشجار «الزيتون والسرو والصنوبر».
شبكة «بلدي نيوز» المحلية أوضحت أن قصف قوات النظام تسبب مساء الأحد باندلاع حرائق مشابهة في قرية مرعند غرب إدلب، ما تسبب وقتها بحرق ما يزيد عن 700 دونم من الأراضي المشجرة «زيتون وخوخ» في القرية.
وناشد رئيس المجلس المحلي في قرية مرعند غرب إدلب، نادر حج حسين، في وقت سابق، المنظمات الإنسانية والدولية العاملة في الداخل والخارج لمساعدة السكان، وتعويضهم عن الخسائر التي سببتها الحرائق في أراضيهم جراء قصف قوات النظام.
وتعيش المناطق الجنوبية والغربية في محافظة إدلب واللاذقية شمال غربي سوريا لليوم الثالث على التوالي على وقع القصف المدفعي وراجمات الصواريخ من قبل قوات النظام والقوات الروسية على حد سواء، ما دفع الفصائل إلى الرد على مصادر إطلاق النار.
ونقل الائتلاف السوري المعارض عن مصادر حقوقية، تأكيدها نزوح مئات المدنيين من قرى ومناطق جبل الزاوية في ريف ادلب الجنوبي، نتيجة استمرار التصعيد العسكري وزيادة وتيرة استهداف الأحياء السكنية والأراضي الزراعية في المنطقة باتجاه القرى والبلدات الآمنة نسبياً والمخيمات البعيدة عن المناطق المتاخمة للعمليات العسكرية.
وحذر من استمرار التصعيد العسكري في المنطقة، الأمر الذي اعتبر أنه سيؤدي إلى توسيع حالات النزوح وزيادة الكثافة السكانية في المنطقة بشكل عام والمخيمات تحديداً، وانعدام وسائل الحماية اللازمة والتباعد الاجتماعي في ظل ما تشهده المنطقة من تسجيل متزايد للإصابات بفيروس كورونا المستجد في شمال غربي سوريا.
أمنياً، دوى انفجار عنيف في مدينة رأس العين (سري كانييه) الخاضعة لنفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها، نتيجة تفجير دراجة نارية مفخخة قرب المشفى الوطني في المدينة، ما أسفر عن وقوع إصابات وأضرار مادية في موقع الانفجار.
وكان أول أمس شهد في المدينة نفسها انفجار دراجة نارية مفخخة، تسبب بمقتل وجرح 27 على الأقل، بالقرب من مركز الأعلاف في المدينة .
نقلا عن القدس العربي