أنهت مدينة الرّستن في ريف حمص الشمالي عامها الخامس من ثورة الحرية والكرامة ضد النظام القمعي وهي في حالة حصار وقصف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، حتى إن الهدنة الأخيرة التي أقرّت من قبل مجلس الأمن بالقرار رقم 2268، لم تشملها، الأمر الذي جعل 75000 نسمة و10000 نازح من المدنيين المحاصرين فيها يعانون من أوضاع إنسانية صعبة، فلقمة العيش في المناطق المحاصرة تتصدر الواجهة دائماً والبحث عنها أصبح من الأولويات.
ازدادت هذه المعاناة سوءاً مع فقدان الطحين من كامل منطقة ريف حمص الشمالي، وقد أطبق النظام حصاره على مدينة الرستن فارضاً طوقاً شديداً، إضافة لمحاولات عدة لاقتحامها من عدة محاور وقام بقطع الطريق الدولي المار بها.
ولمدينة الرستن موقعها الاستراتيجي الهام الذي يربط شمال سوريا بجنوبها ومحافظة حماة بمحافظة حمص.
من جانبه أفاد “الناشط علي عزلـ”العربية نت” أن أهالي مدينة الرستن والأشخاص الذين نزحوا إليها باتوا مهددين بوقوع كارثة إنسانية قريبة بسبب نقص المواد الطبية والملابس والمواد المخصصة للمعاقين والأمراض المزمنة.
كما أن قطع الكهرباء والماء وكافة سبل الحياة عنها، وتعطيل محكم وممنهج لأبسط مقومات الحياة اليومية جعل أبسط الأمور بها أحلاما.
وأضاف “علي” بأن النظام يمنع الدخول والخروج للمدينة بشكل قطعي وإذا استطاع أحد الخروج فإنها تكون رحلة مريرة.
أسعار مرتفعة وكميات قليلة
في الشهرين الأخيرين لم يتم تأمين الخبز للأهالي إلا بكميات قليلة جداً وأسعار مرتفعة وفي ظل هذا النقص لجأ الناس للخبز المصنوع من الشعير، وهو ذو نوعية سيئة وكميات قليلة، كما ويلجأون إلى البقوليات في طعامهم اليومي وتناول وجبات لا تحتاج لوجود الخبز.
وعبر ناشطون من مدينة الرستن عن وضع المدينة بأنه وضع مزرٍ جداً، حيث إن بعض الأهالي لا يجدون قوت يومهم، وفي بعض الأحيان يلجأ الأهالي لتناول وجبة واحدة فقط في اليوم وليست وجبة كاملة، ووضع الأطفال يزداد سوءاً فهم لا يمكنهم تحمل الجوع.
وقد أكدت مصادر ميدانية وطبية بالمدينة أن حوالي 2000 طفل رضيع مع من نزح مؤخرا، بحاجة لحليب أطفال.
وبات الكثير من الأطفال يتوجهون للقمامة بحثا عن بقايا الأطعمة والمواد علّهم يجدون شيئاً يقدمونه لأهلهم فيقتاتون به في يوم بات الموت به يهدد الجميع في هذه المدينة التي ترزح تحت الحصار قابعاً داخلها 30 ألف طفل، والنسبة الأعظم منهم تعاني ضعف التغذية، مما قد ينذر بكارثة إنسانية حقيقية.
محاولة للتدخل والوضع يتدهور أكثر فأكثر
ما سبق من معاناة يومية للناس جعل المجلس المحلي والهيئات العاملة تناشد كافة المؤسسات والمنظمات والجهات المعنية بالتدخل فورا وفك الحصار وإنقاذ المدينة فقد أطلق المجلس المحلي الثوري في الرستن عدة نداءات استغاثة ينطق من خلالها أن المدينة أطبق الحصار عليها بشكل خانق ولا تتوفر بها مواد إغاثية وطبية وباقي مستلزمات العيش.
هذا وقد أطلق ناشطون في المدينة حملة (#صرخة_حصار) وحملة (#أنقذوا_الرستن) لتسليط الضوء على الأوضاع الإنسانية المزرية، التي وصل إليها سكان المدينة.
الناشط باسل عز الدين عبر بقوله “إن الكارثة الإنسانية حتمية لا محال إذا بقيت حالنا كما هي ومصيرنا لن يكون أقل سوءاً من مدينة مضايا فملامح مضايا المدينة الجائعة باتت في أفق مدينة الرستن المنكوبة والمحاصرة منذ أكثر من أربع سنوات من نظام قاتل ومدمر لكل شيء حي”.
كما نوه “باسل” إلى أن المنطقة فيها أكثر من 3000 معتقل سياسي بينهم نساء وأطفال مازالوا في السجون ونحو 2000 معاق جراء القصف من كتيبة الهندسة ومن الطيران الحربي الروسي والسوري وبراميل الموت.
وختم باسل حديثه “بأننا خرجنا لكرامتنا وحريتنا لكن النظام ومن معه حاولوا تركيع بركان الثورة كما يسمونها هنا في سوريا ورغم ذلك نحن صامدون”.
وأخيرا في ظل الهدنة التي فرضت على كل من المعارضة السورية والنظام ومن معه فإن النظام السوري الجائر لم يلتزم بتاتا بالهدنة فقد خرقها النظام السوري منذ أول لحظة من إطلاقها فمدينة الرستن تتعرض بشكل شبه يومي لقصف من قبل كتيبة الهندسة والحواجز التي تتمركز شمال المدينة بالإضافة لقصف مدفعي بمدافع الفوز ليكا والهاون والدبابات من القرى الموالية للنظام المحيطة بالمدينة مثل تسنين وكفرنان وغور العاصي وجبورين.
أسامة أبو زيد – العربية