قدمت مدينة داريا أكثر من ألفين و خمسمائة شهيد من أبنائها منذ اشتعال الثورة، في حين قامت الطائرات المروحية التابعة للنظام بإلقاء ما يزيد عن 260 برميل متفجر على المدينة منذ بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر، ليبرهن أهالي داريا عن صمودهم رغم الحصار و القصف الشديدين.
فقد قام النظام بفرض حصار خانق على مدينة داريا منذ أكثر من عامين، تزامن مع ارتكاب عناصره مجازر يومية بحق المدنيين دون وجود رادع يوقف آلة القمع التي يسلطها النظام على المدينة.
فقد تعرضت مدينة داريا للعديد من المجازر الوحشية كان أبرزها المجزرة التي حصلت أواخر شهر آب/أغسطس عام 2012 حيث قامت قوات النظام بحصار المدينة و قطع الكهرباء و كافة أشكال الاتصالات عنها و نشر دبابات و مدرعات على أطرافها وقصفها بشكل عنيف حيث أودت المجزرة بحياة أكثر من 500 مواطن من أهالي المدينة.
لم يهدأ القصف الجوي على المدينة منذ أن تحررت في شهر نيسان/ابريل من عام 2013 حيث ألقت الطائرات المروحية التابعة لقوات النظام أكثر من 2500 برميل على المدينة و تم قصف المدينة بأكثر من 1600 صاروخ ارض-ارض ليدمر بها معظم البنية التحتية للمدينة.
على الرغم من المجازر الا أن الثوار كبّدوا النظام في حملاته المستمرة لاقتحام مدينة داريا خسائر كبيرة في الأرواح و العتاد حيث نشر المكتب الإعلامي لمدينة داريا أن خسائر النظام في المدينة تجاوزت خمسة آلاف عنصر في حين تمكن الثوار من تدمير أكثر من 60 دبابة وإعطاب أكثر من 70 آلية عسكرية أخرى.
يذكر أن عدد سكان مدينة داريا قبل اندلاع الثورة بلغ أكثر من 300 ألف نسمة لكن بعد الحصار و القصف الهمجي بكافة أنواع الأسلحة و الغارات الجوية اليومية على المدينة تقلص عدد سكان المدينة لأقل من 10 آلاف مواطن.
المركز الصحفي السوري – مصطفى العباس