خرجت مظاهرات حاشدة في بعض أحياء حلب العاصمة الاقتصادية في سوريا والخزان البشري في الشمال السوري وفي عام 2012 تمكن الثوار من السيطرة على ريفها الشمالي وعلى الأحياء الشرقية في المدينة.
حلب وإن تأخرت بالحراك الثوري لكنها أنجبت العديد من الابطال الذين قاوموا النظام لكنها سقطت بأيدي النظام في نهاية المطاف بعد أن حولها النظام وخاصة أحياءها الشرقية إلى ركام.
في تموز عام 2012 تمكن الثوار من السيطرة على أحياء المدينة الشرقية وريف المدينة الشمالي وفي آب استعادت قوات النظام الأحياء القديمة في المدينة بعد قصف مكثف دمر الشجر والحجر وفي تشرين الثاني أقدمت قوات النظام على حرق الجامع الأموي وتدمير عدد من المواقع الأثرية هناك.
وفي بداية عام 2013 تمكّن الثوار من قطع الطريق الدولي بين دمشق وحلب ليتحول طريق النظام عبر بلدة خناصر وصولاً إلى ريف إدلب الشرقي فحماة وبقيت الأحياء الشرقية بيد الثوار إلى عام 2016 ليبدأ الحصار .
بدأ الحصار الذي تزامن مع قصف متواصل ومستمر بإصرار من النظام على إجبار الثوار على الاستسلام أو الموت تحت الركام وفي شباط من عام 2016 جرى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار بين النظام والمعارضة ولا يشمل التنظيم وجبهة النصرة وفي آذار بدأ الطيران الحربي التابع للنظام بقصف الأحياء المحاصرة وانهيار الهدنة الهشة في نيسان فهي لم تستمر طويلاً وسط استشهاد المئات من المدنيين وفي تموز من العام نفسه حاصرت قوات النظام حلب بشكل كامل ليبدأ الثوار معركة فك الحصار عن أكثر من 400 ألف مدني وتمكنوا من ذلك عن طريق حي الراموسة الذي شهد معارك شرسة من قبل الثوار ولكن في أيلول تمكن النظام والميليشيات المساندة له من استعادة السيطرة على الراموسة وإطباق الحصار مرة أخرى.
في تشرين الثاني قصفت طائرات النظام وروسيا كافة المشافي والمراكز الحيوية وأصبحت أحياء المدينة عبارة عن ركام يملأ الشوارع وفي كانون الأول تمكنت قوات النظام من السيطرة على حيي الشعار والشيخ سعيد ليجبر النظام الثوار والمعارضة على طلب هدنة وخروج عناصر جبهة النصرة والثوار من المدينة ومن أراد من المدنيين لتسيطر قوات النظام على مدينة حلب في 13 كانون الأول عام 2016 ويترك الثواربيوتهم وذكرياتهم الجميلة والمؤلمة تحت ركام النظام وروسيا.
تكرر المشهد في أغلب المدن والمناطق السورية إلا أنّ سقوط حلب كان له أثراً مدوياً في نفوس أهل سوريا فيقول مراقبون لو أن الثوار سيطروا على حلب لكانت دمشق تحت أقدامهم بعد أشهر.
المركز الصحفي السوري ــ خاطر محمود
ذاكرة الثورة