المصدر: العربي الجديد.
أصدرت قوات النظام، المتمثلة بقيادة فرع “المخابرات العامة رقم 251” قبل أيام، قراراً يقضي بمنع الزيارات منعاً باتاً عن سجناء السجن، أحد أكبر السجون التابعة للنظام السوري، والذي يتسع بمبنييه القديم والجديد لنحو 15 ألف معتقل.
وقام المسؤولون عن مكتب “منح إذن الزيارة” في فرع “المخابرات العامة”، الموجود في منطقة الخطيب في شارع بغداد، وسط دمشق، بطرد المراجعين من أهالي سجناء سجن صيدنايا في الفترة الأخيرة، من دون إعطاء أي موعد أو توضيح عن التاريخ الذي سيتم السماح فيه لذوي المعتقلين زيارة أبنائهم في السجن. وجاء هذا الإجراء بعد أشهر من سماح المسؤولين عن السجن لبعض أهالي المعتقلين، بزيارة أبنائهم بعد قبض رشى مالية منهم، على ألا تتعدّى مدة الزيارة الدقيقتين أو الثلاث فقط، يكون خلالها المعتقل معصوب العينين.
كانت أوضاع المعتقلين تردّت في الفترة اللاحقة لاستلام فرع “المخابرات العامة” الإشراف على السجن بشكل كبير، ويتعرّض المعتقلون الموجودون في المبنى القديم، الذي يُطلق عليه اسم “المبنى الأحمر” نسبة للونه، لعمليات تعذيب شبه يومية، بالإضافة إلى عملية تجويع دائمة.
في السياق، ذكرت “الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان”، في تقرير خاص عن أوضاع المعتقلين في السجن، الذين بلغ عددهم بحسب تقديراتها نحو 14 ألف سجين، يقبع ثمانية آلاف منهم في السجن الأحمر، والباقون في السجن الأبيض.
يشير تقرير الرابطة، إلى حرمان المعتقلين في السجن من الحصول على الطبابة، بالإضافة إلى تعريضهم للبرد الشديد والتجويع الدائم، وإيداع المئات منهم في زنازين انفرادية، تصل مساحة الواحد منها إلى نحو المتر المربّع لأشهر طويلة.
أدى كل ذلك إلى إصابة معظم المعتقلين في السجن، بمختلف أنواع الأمراض السارية والمعدية، كالسل والانفلونزا والتيفوئيد، والالتهابات الجلدية الناتجة عن عدم تنظيف الجروح، التي يُصابون بها أثناء عمليات التعذيب، وتفاقم حالة بعضهم، إلى حدّ تعرّضهم لمرض “الغرغرينا” الذي يُلزم الأطباء بتر العضو المصاب.
وتجري في السجن محاكمات دورية كل يوم ثلاثاء، تقيمها محكمة ميدان عسكرية، بحسب تقرير “الرابطة”. وتُصدر المحكمة الأحكام على المعتقلين المُدانين بالمشاركة بالنشاطات المدنية أو العسكرية المناهضة للنظام السوري بالإعدام، الذي يتم في العادة كل يومي إثنين وخميس في ساحة قريبة من السجن، وبمعدل 40 سجيناً أسبوعياً، ويتم رمي جثثهم في مكان مجهول لاحقاً.