وكتب أحد المغردين: “اليوم ذكرى مجزرة البيضاء في بانياس وهي تحكي صورة هذه العصابة وحقدها على الشعب الذي طالب بالعدالة، لكن التعامل معها كان كما التعامل مع كل المظاهرات في المحافظات التي طالبت بالحرية. لقد قتلوا الصغير والكبير… والعالم مازال صامتاً على مجازر هذه العصابة. هزلت”. فيما قال آخر: “اليوم ذكرى مجزرة البيضا بانياس وارتقاء مئات الشهداء. بانياس. البيضا. البساتين. لن ننسى ودماؤكم أمانة في أعناق سورية الثورة”.
وكتبت إحدى المعلقات في “فايسبوك”: “خالتي حبيبتي مابنسى كيف اول ما قرأت اسمك بين القتلى ما عرفت انه اسمك من الصدمة صرت قلن خالتي اسما صفا مو صفاء. ماكان ولازال بدي صدق. والله ما شبعت منك لسة ولا من خوالي الله يتقبلكم والجميع يارب”.
إلى ذلك، طفت إلى السطح شهادة إحدى الناجيات من المجزرة، كتبتها العام 2016 ضمن منشور طويل أعاد الناشطون نشره. وجاء فيه “أثناء مجزرة بانياس والبيضا كنت موجودة هناك أنتظر دوري. لم أفكر إطلاقاً في الحياة أو النجاة بل كل تفكيري هل سأراهم يذبحون أمامي!! هل سيحترقون وهم يشاهدون ذبحي؟ هل سنذبح كلنا أم سيبقى ابني يتيماً. أم أنني سأترمل؟! أبي كان أكثر ما يخنق تفكيري لا أريد أن أراه إلا بكل قوته كما عهدته”. وأكملت: “هذا كله يعود بين الحين واﻵخر. رغم أني نجوت بحمدالله لوظيفة اصطفاني الله لأدائها. لكن مع كل مجزرة تحدث ومع كل فاجعة ومع كل ألم يحل بأمتي، يعود لي الشعور ذاته واﻷفكار الخبيثة نفسها وكل شيء سيء يعود لينتقم من بقائي ونجاتي”.
يذكر أن قرية البيضا، كان يقطنها مسيحيون ومسلمون، وتعرضت لحملة عسكرية شرسة في أعقاب ما قال النظام حينها، أنه كمين تعرضت له دورية للجيش قرب القرية. ليبدأ بعدها القصف المدفعي العنيف للأحياء “السنية” فيها صباح الثاني من أيار/مايو 2013، ثم تم اقتحام القرية من قبل مئات المسلحين الموالين للنظام السوري من القرى المجاورة.
واستمرت المذبحة حتى صبيحة الرابع من أيار/مايو. وتحدثت تقرير منظمة “هيومان رايتس ووتش” حينها عن تكديس الجثث وإحراقها، وعن صعوبة توثيق أعداد وأسماء الضحايا، وأورد شهادات عن تصفية عائلات بكاملها وإحراق للبيوت والسيارات ونهب لممتلكات السكان.