ردود أفعال النظام على تشكيل التحالف العسكري الاسلامي المكون من 35 بلدا اسلاميا حيث من شأنه أن يكون له تأثيرات واسعة على الجغرافيا السياسية للمنطقة كانت الصمت رسميا. ولم تتخذ وزارة خارجية النظام والناطق باسمها موقفا لحد الآن بهذا الشأن ولم يبد قادة النظام أو مسؤولي النظام موقفا أو تصريحا. الصحف الحكومية فقط أو بعض العناصر الدونية للنظام من أمثال «آصفري» عضو برلمان النظام تحدثوا بشأنه. ويمكن مشاهدة تخبط وفزع النظام بوضوح من خلال ردود الأفعال هذه. اذن صمت النظام الرسمي لا يعني أن النظام لم يعر أهمية لذلك بل السبب يعود الى صعوبة اتخاذ الموقف تجاه ذلك. كون الهجوم على التحالف وتوجيه التهم له كما جاء في مقالات وسائل الاعلام وتصريحات المحللين الحكوميين الذين يعتبرون التحالف تابعا لأمريكا والاستبكار، لا يوتر خلاف النظام مع العربية السعودية فحسب وانما يفاقم تناقضه مع سائر الدول الـ34 الأعضاء في التحالف وحتى مع الدول العشر الأخرى الحامية للتحالف ويؤدي الى انعزال النظام أكثر فأكثر. من جهة أخرى فمن الواضح أن النظام لا يستطيع أن يتواكب مع هذا التحالف كون التحالف هو في جوهره ضد هذا النظام.
لأن الجميع يعلم أن محور التحالف هو العربية السعودية وأن غرفة العمليات للتحالف في العاصمة السعودية الرياض والكل يعلم أن العربية السعودية تعتبر نظام الملالي الحاكم في ايران التضاد الرئيسي لنفسها وللمنطقة وأنها قد تبنت استراتيجتها على أساس دفع شر هذا النظام. كما أن النظام يدعي الزعامة والقيمومة على «العالم الاسلامي» ولكنه عمليا وقف «العالم الاسلامي» في تحالف عسكري ضده. اضافة الى ذلك ان اشارات مسؤولي الحكومة العربية السعودية لا تبقي مجالا للشك بشأن اتجاه هذا التحالف منها ولي ولي العهد السعودي الذي قال أثناء اعلان تشكيل التحالف ان هذا التحالف ليس ضد داعش وانما ضد كل أشكال الارهاب ثم أضاف في موقف آخر«التحالف الجديد يستهدف ظاهرة الارهاب في كل المناطق الاسلامية عسكريا وفكريا واعلاميا».
وزير الخارجية السعودي عادل الجبير هو الآخر قال: «هذا التحالف ليس سنيا وشيعيا بل تحالفا ضد الارهاب».
من جهة أخرى فان ردود أفعال اعلام النظام تبين بوضوح أن ديكتاتورية الملالي ترى هذا التحالف ضد نفسها. وقال «آصفري»: «ان هدف العربية السعودية من التحالف الهيمنة الكاملة على المنطقة». موقع «اسلام تايمز» الحكومية كتب يقول «ان هدف تحالف السعودية هو مواجهة تلك الدول التي ليست مواكبة معها». واعتبر ما يسمى بخبير للنظام في تلفزيون النظام تشكيل التحالف بأنه ناجم عن غاية أمريكا لتكون لها اليد العليا في الأراضي السورية والعراقية.
هذه التصريحات والمواقف بصرف النظر عن صحتها تدل على خوف النظام وأن مجرد تشكيل هذا التحالف لحد الآن يعد ضربة سياسية من العيار الثقيل ضد النظام حيث جعله منعزلا وهامشيا في المنطقة بصرف النظام عما اذا كان هذا التحالف في المستقبل ناشطا في المجال العسكري.
موقع مجاهدي خلق