واشنطن – دعا الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في تغريدة على تويتر إلى تعزيز قدرات التسلح النووي الأميركية إلى أن “يعود العالم إلى صوابه” في مؤشر على احتمال تأييده لجهود مكلفة لتحديث الترسانة النووية الأميركية القديمة.
وكتب ترامب يقول “ينبغي للولايات المتحدة أن تعزز وتوسع على نطاق كبير قدراتها النووية حتى يحين الوقت الذي يعود فيه العالم إلى صوابه في ما يتعلق بالأسلحة النووية”.
وعندما سئل عن تغريدة ترامب قال جيسون ميلر المتحدث باسم ترامب إن الرئيس الأميركي المنتخب كان “يشير إلى التهديد الناجم عن الانتشار النووي
والحاجة الملحة إلى منعه، خاصة لدى المنظمات الإرهابية والأنظمة غير المستقرة والمارقة”. وأضاف أن ترامب “أكد على ضرورة تحسين وتحديث قدراتنا على الردع كطريقة حيوية للسعي إلى السلام من خلال القوة”.
من جهته قال شون سبايسر السكرتير الإعلامي المقبل للبيت الأبيض لقناة سي أن أن “إن الولايات المتحدة لن تسمح لبلدان أخرى بتعزيز قدراتها النووية من دون أن ترد بالمثل”.
وأضاف إن “هناك في الوقت الراهن دولا حول العالم تتحدث عن تعزيز قدراتها النووية، والولايات المتحدة لن تجلس متفرجة وتسمح بحدوث ذلك من دون أن تتصرف بالمثل”.
وخلال الأعوام العشرة المقبلة من المتوقع أن تصل الغواصات التي تطلق الصواريخ الباليستية والقاذفات والصواريخ التي تطلق من الأرض -وهي الأعمدة الثلاثة للقوة النووية الأميركية- إلى نهاية عمرها الافتراضي.
وتشير تقديرات مستقلة إلى أن صيانة وتحديث الترسانة قد تتكلف بنحو تريليون دولار على مدى 30 عاما.
وبنى ترامب الفائز في انتخابات الثامن من نوفمبر والذي سيتولى السلطة في 20 يناير المقبل حملته الانتخابية على وعود بتعزيز قدرات الجيش الأميركي لكنه وعد أيضا بخفض الضرائب وكبح الإنفاق الحكومي. وقال أيضا إنه يريد تحسين العلاقات مع روسيا.
والتقى ترامب الأربعاء مع نحو عشرة من مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ومع الرئيسين التنفيذيين لشركتي لوكهيد مارتن وبوينغ وهما أكبر شركتين للتعاقدات الدفاعية في البلاد.
وقال ترامب إنه تحدث مع المسؤولين التنفيذيين بشأن خفض الإنفاق في برنامجين كبيرين وهما الطائرة المقاتلة إف-35 التي تنتجها لوكهيد مارتن وبرنامج طائرتين للرئاسة الأميركية تنتجهما شركة بوينغ لتحلا محل الطائرة الرئاسية الحالية (إير فورس وان). وتأتي هذه التطورات يوما واحدا فقط بعد أن أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن يتم في 2017 تعزيز القوة الضاربة النووية لروسيا لجعلها قادرة على اختراق أي درع مضادة للصواريخ كتلك التي تنوي واشنطن نشرها في شرق أوروبا.
ونقلا عن وسائل الإعلام الروسية قال بوتين خلال اجتماع مع مسؤولي الجيش الروسي “يجب تعزيز القدرة العسكرية للقوات النووية الاستراتيجية وقبل كل شيء مساعدة منظومات صواريخ قادرة على اختراق أي أنظمة دفاعية مضادة للصواريخ القائمة حاليا أو المقبلة”.
وأعلن بوتين في يونيو 2015 عن نشر أكثر من 40 صاروخا بالستيا عابرا للقارات ضمن القوات النووية، تتصف بالقدرة على “اختراق أنظمة الدفاع الجوية الأكثر تطورا” ردا على المشروع الأميركي لنشر أسلحة ثقيلة في شرق أوروبا. وتخشى روسيا من أن تنشر وزارة الدفاع الأميركية في رومانيا وبولندا عناصر للدرع المضادة للصواريخ التي تعتبر موجهة ضد قدرة الردع النووية الروسية. وتؤكد واشنطن أن هدف الدرع حماية أوروبا من تهديد إيراني محتمل.
وقال بوتين “ينبغي التنبه من أي تغير في توازن القوى وفي الوضع السياسي العسكري في العالم ولا سيما على حدود روسيا. وتصحيح خططنا في الوقت المناسب لإزالة التهديدات المحتملة ضد بلادنا”.
وقال الرئيس الروسي إن تحديث القوات النووية الروسية المؤلفة من قاذفات استراتيجية وصواريخ بالستية عابرة وغواصات نووية أنجز بنسبة 60 بالمئة.
العربي اللندنية