مع بداية العد العكسي لتطبيق قانون “قيصر” الأمريكي ضد نظام أسد، يُسابق الاحتلال الروسي الزمن لاتخاذ عدة إجراءات وقائية على الأرض لمواجهة الآثار المحتملة لهذا القانون، وكان في مقدمة تلك الإجراءات افتتاح الطرق الدولية، ولا سيما التي تصل مناطق ميليشيات “قسد” شرقي سوريا بمناطق النظام في الساحل .
وشهد الطريق الدولي أم4 (حلب -الرقة و الحسكة -حلب )حركة عبور لافتة في الأيام القليلة الماضية، بعد تفاهمات روسية – تركية على فتح المعابر الدولية، كما أنه ووفقا لمصادر محلية فإن طريق أم4 (حلب -اللاذقية ) يجري العمل على افتتاحه قريبا.
وقال فادي شعبان الأستاذ في القانون الدولي لأورينت نت إن الاحتلال الروسي يسرّع من خطواته الوقائية لمواجهة تداعيات قانون العقوبات الأمريكية “قيصر” ضد نظام أسد وحلفائه، من خلال ربط مناطق مليشيات “قسد” الغنية بالثروات النفطية (80% من نفط سوريا) والزراعية (قمح الجزيرة ) بمعاقل النظام في الساحل ودمشق .ويتابع، لذلك هي تسعى جاهدة لفتح الطرق الدولية، و وضعها تحت إشرافها لما لها من أهمية تجارية و اقتصادية، و لمساعدة نظام أسد، و تقويه اقتصاده المنهار في مواجهة تفاعلات “قيصر” أولا، ولتمسك بيدها كل أوراق القوة، بما يخدم مصالحها على المدى البعيد ثانيا.
ونشر المراسل الحربي “أوليغ بلوخين” الذي اعتاد أن يظهر ممجدا الانتصارات العسكرية الروسية في سوريا صورا على تلجرام يوم الإثنين الماضي 1حزيران، ترصد حركة النقل على الطريق الدولي (حلب- الرقة )، وأظهرت الصور العديد من صهاريج نقل الوقود، والتي أفادت صفحة “الخابور” المحلية بأنها تعود لشركة “القاطرجي” المعروفة بنقلها للمواد النفطية من مناطق “قسد” إلى مناطق النظام (و من مناطق داعش سابقا أيضا )برغم العقوبات الأمريكية المفروضة عليها .
و يؤكد نورس العرفي مدير وكالة المصدر الإخبارية أنّ الطرق الدولية تعتبر الشرايين الاقتصادية الرئيسية للنظام، لذلك يسابق المحتل الروسي الزمن للسيطرة عليها لتخفيف تداعيات قانون “قيصر” في حال تمّ تطبيقه فعلا .
و أشرفت مؤخرا الشرطة العسكرية الروسية على تأمين عدد من الطرق البرية، والمعابر المائية بين النظام و”قسد” على نهر الفرات، بينما تقوم الأخيرة بتجهيز نفق بمحاذاة الطريق الدولي إم4، حيث زودته بقساطل إسمنتية ضخمة تسمح بعبور الآليات داخلها بسهولة، وفقا لما ذكره نشطاء محليون.
فيما يذهب المحلل الاقتصادي يونس الكريم إلى أن روسيا تخطط لإستخدام طريق (أم4) الدولي لنقل النفط من مناطق “قسد” إلى مناطق نفوذها في الساحل، إضافة لرغبتها في جعل هذا الطريق مدفوع الثمن مقابل تقديم الحماية للقوافل التجارية العابرة عليه، ناهيك عن تكريس نفوذها وإيصال رسالة مفادها أنها هي صاحبة الكلمة الأولى في سوريا وليست إيران .
الاستفادة من الاستثناء
وفي السياق يشير طه عودة أوغلو المحلل والباحث في العلاقات الدولية لأورينت نت أن الخطوات الاستباقية التي تتخذها روسيا لدعم النظام في الالتفاف على قانون قيصر من خلال ربط مناطق (مليشيات قسد -النظام) تأتي بهدف الإستفادة من الإستثناء المعطى لمناطق “قسد” من قبل أمريكا، لكنه يستدرك بالقول : إن هذه الخطوات الروسية الالتفافية على العقوبات الدولية ستصطدم هذه المرة بالجدية الأمريكية في تطبيق قانون “قيصر” ضد نظام أسد وحلفائه .
يذكر أن القانون الأمريكي “قيصر” يستهدف محاصرة نظام أسد اقتصاديا ومعاقبة كل من يدعمه و يسانده من الدول والشركات والأشخاص داخليا وخارجيا، وسيتم تفعيله خلال شهر حزيران الجاري حسب التصريحات الأمريكية .
نقلا عن اورينت نت