الأسد ومقولته الشهيرة “سورية بخير”، في الوقت التي كانت حمص وأحياؤها تدمّر وتحاصر وما زالت بعض مناطقها محاصرة إلى الآن، أوضحت عبارته مدى انفصاله عن الواقع السوري، وأنه متابع ممتاز للتلفزيون السوري، فالوطن مازال ينعم بالأمان، وهذا أيضا ما نراه واضحا في عائلة الأسد التي لا تكاد أن تترك فرصة للترفيه عن نغسها إلا وتغتنمها وفي جميع المحافل، نعم ولم لا فهي عائلة الأسد؟ فهي تستحق جميع مباهج الحياة، لأنها بناة سوريا المتطورة، وعلى يدها رأينا الإبداع والفن في قتل السوريين.
“زين الشام” ابنة بشار الأسد، تلك الفارسة الشجاعة التي تجيد الفروسية، لابد لها من وسائل ترفيه وراحة، لأنها تعاني أزمة الحرب في سوريا!.. ولا بد من “تغير جو” لتعديل الحالة النفسية، زين الشام تذهب إلى إيران وتشارك في بطولة الفروسية، وتعود بكأس البطولة في قسم الأطفال، كما لابد لها من استثمار مواهبها، في الوقت الذي يعاني أطفال سوريا آلام الحرب وتبعاتها، وعلى جميع المستويات: (الصحي والنفسي والتعليمي…) وهل من متابع لهم؟
آلاف الأطفال في سوريا يتساءلون عن حقهم في التعليم، فقد تحدث الدكتور “شوقي محمد” في تقرير له على موقع “الحل السوري” عن حجم الأضرار وعن الأرقام المرعبة الذي وصل إليها قطاع التعليم في سوريا.
فيوضح بالتقرير نقلا عن تقرير صادر عن منظمة “يونيسيف” إلى أن 2.8 مليون طفل تركوا مدارسهم، موضحا الأسباب التي دفعتهم لترك المدارس والآثار السلبية التي تلحق بالمجتمع، وهكذا هم ليس لديهم أدنى حقوقهم في التعلم، وأن يكونوا حتى آمنين في مدارسهم.
“عمر” طفل في الثانية عشرة يعمل في بيع البسكويت في الشارع، ترك المدرسة ليعيل عائلته بعد وفاة والده بالقصف على مدينته، رد حين سألته عن هوايته المفضلة: ” ما عندي هواية غير الشغل، أصلا ما بروح ع المدرسة حتى ارسم لأنو كنت بحب الرسم كتير”.. وهذا ما يضعنا أمام تساؤل كبير كيف تمارس ابنة الأسد هوايتها المفضلة في إيران، وأطفال سوريا لا يحصلون على أدنى حقوقهم في بلدهم؟
ومن الطريف أن نجد استياء عاما من الإيرانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، لمشاركة زين الأسد بالبطولة، وهم الذين دخلوا الحرب طواعية، يتحسرون على أبنائهم، الذين أتوا إلى سوريا بذريعة الدفاع عن مقدساتهم، وليس على حد تعبيرهم الآن “لتنعم ابنة الأسد بالأمان.. يقتل أبناؤنا في سوريا” بتصريح واضح لدعم الأسد لا للدفاع عن معتقداتهم، والأجدر بنا أن نتحدث عن الآلاف من المدنيين والأطفال الذين يقتلون في سوريا بلا ذنب!
لا يتوقف الأمر عند زين الشام، بل يتعدى إلى أخويها حافظ وكريم، فذاك محب للحواسيب والتكنولوجيا والآخر نجم العائلة الرياضي، حسب ما نشر على صفحة (السيدة الأولى أسماء الأسد)، فهذا انفصام وانفصال واضح عن أوضاع الشعب الذي بات أكثر من 75 بالمئة منه تحت خط الفقر، فأي جيل جديد وعدتِنا به يا (أسماء الأسد)؟!.. ويبقى الكلام برسم من يعتبر!
المركز الصحفي السوري– آية رضوان