أشار تقرير نشر مؤخراً إلى أن ضعف عدد أبناء المهاجرين قد تقدموا لامتحان الشهادة الثانوية التحضيرية لدخول الجامعة في ألمانيا عام 2015 مقارنةً بالعدد الذي تقدم عام 2010.
وبحسب المفوضية الوطنية للمهاجرين واللاجئين والإدماج، فإن 17% من المراهقين الذين ينحدرون من عائلات مهاجرة قد أكملوا امتحان Abitur الوطني الذي يخضع له الطلبة بأعمار 17 و18 عاماً تمهيداً لدخول الجامعة العام الماضي مقارنة بـ9% قبل 6 سنوات، بحسب ما نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية، الإثنين 12 ديسمبر/كانون الأول 2016.
أيدان أوزغوز، النائب في البرلمان عن الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني، قالت: “نحن على المسار الصحيح في ألمانيا من حيث المشاركة والإدماج. أصبحت العائلات المهاجرة ترسل أطفالها إلى الروضة بشكل أكبر، كما ارتفع عدد المراهقين الذين يحصلون على دراساتهم المتقدمة في المدرسة من تلك العائلات مقارنة بعام 2010، كما أن معدلات التوظيف في صفوف المهاجرين قد ارتفعت أيضاً.”
كما ارتفعت نسبة الطلبة المنحدرين من عائلات مهاجرة والحاصلين على المؤهل الدراسي الأخير من 38 % إلى 43% خلال آخر 6 سنوات.
ويوجد حوالي 17.2 مليون شخص من عائلات مهاجرة يعيشون في ألمانيا حالياً، أي ما يعادل 21% من مجموع عدد السكان، وهو عدد يزيد بمقدار 1.8 مليون شخص مقارنة بعام 2014. ويحمل حوالي 50 % منهم الجنسية الألمانية وينحدر معظمهم من تركيا وروسيا وبولندا.
وكانت ألمانيا قد فتحت الأبواب أمام اللاجئين عام 2015، ما أدى إلى دخول 1.1 مليوناً من طالبي اللجوء إلى البلاد. وقد تم منح 900 ألف شخصاً صفة لاجئ.
وفي ذلك الحين، قال القائمون على المدارس إنهم بحاجة لتوظيف 25 ألف معلم وإداري جديد على الأقل للتعامل مع الزيادة الكبيرة في أعداد الطلبة.
ومنذ ذلك الحين، عمدت العديد من المدارس إلى تنظيم صفوف وحصص دراسية خاصة لأبناء اللاجئين بغية استيعاب ذلك التدفق الكبير.
تقول أوزغوز، التي انتقلت عائلتها إلى ألمانيا من تركيا في خمسينيات القرن الماضي، إنه وبالرغم من التقدم في هذا المجال، إلا أن فرص النجاح في الحياة العملية بعد ذلك ما زالت تعتمد بشكل كبير على ما إذا كان المرء ينحدر من عائلة مهاجرة أم لا، وهذا ليس شيئاً جيداً.
فالأطفال الذين ينتقلون للعيش في ألمانيا من بلد آخر أو الذين يولدون في ألمانيا من عائلات مهاجرة يواجهون خطر الفقر بنسبة الضعف، وهذا أمر لم يتغير منذ سنوات”.
وأضافت ” حتى وإن ارتفع عدد الحاصلين على وظائف من الأشخاص الذين ينحدرون من عائلات مهاجرة ليصل إلى 7.72 مليوناً مقارنة بـ 7.54 سابقاً، إلا أن البطالة الآن تبلغ 3 اضعاف بين هذه الفئة مقارنة بالمواطنين الألمان.”
كما عبرت أوزغوز عن قلقها حيال اللغط المتصاعد حول سياسة الباب المفتوح التي تتبعها الدولة والمزاعم أن اللاجئين قد تسببوا بارتفاع نسبة الجريمة.
ونوهت إلى أن حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف قد استغل الأوضاع الراهنة لخلق “آراء لا تتجاوب مع الحقائق دائماً.” بحسب موقع The Local الإخباري.
وختمت قائلة “يحاول البعض رسم صورة مفادها أن الأعمال الإجرامية ستزيد إذا سمحنا للمزيد من اللاجئين بدخول البلاد. لكننا لم نلحظ أي أنشطة إجرامية بين اللاجئين السوريين لغاية الآن.”
هافنغتون بوست