للزواج عاداته وتقاليده في كل منطقة من مناطق العالم، تنفرد به على مثيلاتها ويعدّ طقساً من طقوسها، وله في محافظة إدلب تبعاتٌ أخرى رغم قلة تقاليده.
هل يؤثر قانون هدم المخالفات على أملاك #النازحين و #اللاجئين؟
من أكثر التقاليد انتشاراً في المحافظة هو “زواج الأقارب” وهو عن طريق تزويج أبناء العمومة، وعدم السماح لشخص آخر من التقدم للفتاة، تحت مبدأ “ابن عمك أولى بك”.
كانت تقال مقولة “ابن عمك أولى بك” عندما تولد الفتاة، فتتم خطبتها على أساس تلك الكلمة منذ ولادتها إلى أن تكبر وتتزوج، ف “تحجز” الفتاة ولا تستطيع الزواج أو أن يتقدم لها أحد من أبناء القرية؛ لأنها خطيبة ابن عمها.
ولعلّ أهمَّ ما يدفع الناس للجوء إلى زواج أولاد العمومة هو الحفاظُ على الإرث العائلي داخل نطاق الأسرة، والتشجيع على زيادة النسل وأفراد العائلة، ومنع الاختلاط بالعائلات الأخرى، وضمان معرفة الزوجين الدقيقة ببعضهما.
ولذلك الزواج أضرار جسيمة، على الأصعدة الاجتماعية والصحية.
فعلى الصعيد الاجتماعي، تزداد المشاكل العائلية وتشيع الفرقة والخلاقات بين العوائل، وتتأثر علاقة الزوجين عند مشاكل الأهل، ما قد يسبب لهم التفرقة والطلاق.
وعلى الصعيد الصّحّي يظهر العديد من المشاكل الصحية، وتنتشر الأمراض الوراثية بين الأولاد التي تعد خطراً جسيماً يظل مرافقاً للطفل طوال حياته؛ نتيجة ما اقترفه الآباء.
إنّ من أبرز الأمراض الوراثية، “متلازمة داون” أو الطفل المنغولي التي تنتشر كثيراً عند العوائل من أبناء العمومة.
ومنها أيضا عند الأطفال انتشار داء السكري وضغط الدم والربو، والشفة الأرنبية وأمراض ضمور المخ والعضلات، وأمراض الغدد وفقر الدم، ومتلازمة مارفان، وأنيميا الفول، إضافة إلى مرضي ويلسون و هنتنغتون.
ومن بين أولئك الذين وقعوا ضحية العادات والتقاليد، “محمد” والذي حرم من النسل والأطفال نتيجة زواج الأقارب، وعاش أكثر من عشرين سنة بدون أولاد، ليرزقه الله بطفلين بعدما تزوج من ثانية غريبة عن عائلته.
والأمثلة كثيرة، فجميع الأطفال ممن يعانون من ضمور عقلي وأمراض دائمة كالسكري ومتلازمة داون وغيرها، نجد أن أهلهم أبناء عمومة وأقرباء من الدرجة الأولى لذلك وجب التنويه على أمور عدة.
صحيا يتوجب إجراء فحوصات طبية شاملة، وعمل كل التحليلات اللازمة لكشف الأمراض الوراثية الممكن حدوثها عند الأطفال.
أما اجتماعياً فيجب على الأهل عدم خلط مشاكلهم بمشاكل أولادهم، وعدم الربط بينهما لكي لا تتفاقم المشاكل وتنعكس سلباً على الجميع.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
إبراهيم الخطيب