بدأت يداي ترتجفان، أحسست بغصة في وسط قلبي، نار الخيبة أخذت تحرق روحي.
سارة (اسم مستعار) ذات ال13 عاماً، أخذت تسرد قصتها والغصة بين كلماتها، ملامح وجهها أشبه بزمهرير الشتاء الذي جمد فيه كل شعور.
أخذت تتنهد الخيبة التي انتزعت فؤادها وهشمته، نظراتها التي تجول في جميع أرجاء الغرفة باحثة عن طفولتها التي قتلت، تتمتم قصتها بصوت يكاد يسمع “تزوجت في سن ال13، مدرستي التي لم أشأ يوماً على تركها، والتي رسمت فيها أحلاماً كانت تجعلني ابتسم لمجرد التفكير بها، روحي التي علِقت بين الكتب والدراسة، حُطمت كل أحلامي قبل البدء بها، حتى أنني لم أتقن القراءة جيداً”
خيبة الأهل المميتة
تقدّم لخطبتي شاب غنيّ بعمرال31 عاماً، كنت أقول بكل ثقة لن يوافقوا، فهو يكبرني بسنوات، عدا ذلك لا زلت صغيرة جداً على الزواج.
لكن أمواله قلبت موازين الأمور ودفعت والداي للموافقة.
بدأ التحضير للزواج رغماً عني وترك المدرسة كان أشبه بانتزاع الروح مني، وهل لي رأي؟! بالطبع لا فأنا صغيرة على أخذ رأيي، كبيرة على الزواج وصالحة له!!
يوم الزفاف
ارتديت الأبيض وجلست بين الناظرين، دون موسيقا، دون أجواء فرحة، فالقصف يخيم على المكان، لم يكن كعادته هل اشتد الآن كي يشاركني انكسار روحي!! لست أدري سوى أنني فتاة الرداء الأبيض التي يجب عليها أن تبتسم لتلك العيون التي تحيط بها، معلنة الفرح والطمأنينة.
قليل من الوقت وإذ بالضربة الفاجعة التي أرعبت جميع الحضور، قذيفة قريبة نزعت أمن المكان وشتّتت طمأنينة الحضور، لم يسع أهلي سوى وضعي ببيت زوجي رغم أنه بمدينة أخرى فهو من مدينة الباب وأنا من مدينة حلب، دخلت المنزل وحيدة منكسرة، وكأني دخلت بيت الوحدة، وحدة سرقت مني أحلامي وأودت بي ببيت الزوجية وأنا بعمر الطفولة!!
كل هذا لأجل المال، فهل تسكت القلوب وتتلاشى المحبة عندما تتكلم الأموال!!!
أحقاً حُرمت طفولتي وخسرت أحلامي لأجل المال؟ المال فقط!!!
شيماء قادرو/قصة خبرية
المركز الصحفي السوري