شهد الريف الشمالي لمدينة إدلب في الأشهر الأخيرة تصعيداً عسكرياً، و غارات مكثفة على عدة بلدات و قرى كانت تعتبر أكثر أماناً، كونها كسابقتها بقيت لفترات طويلة، بعيدة عن صواريخ الطيران الحربي، مما جعلها ملاذاً آمناً للنازحين من المناطق المشتعلة.
يبدو أن حادثة إسقاط تركيا للطائرة الحربية الروسية في 24/نوفمبر2015 دفعت بالقوات الروسية المتواجدة في سوريا، لتزيد من حدة انتقامها و استهدافها للمدنيين و مرافقهم الخدمية، كالمعابر و القوافل التجارية و الإغائية و المستشفيات و غيرها.
إذ أنه من اليوم التالي لسقوط الطائرة استهدفت الحربيات الروسيات قافلة شاحنات كانت تحمل مواد تجارية و إغاثية عند معبر باب السلامة قرب مدينة اعزاز الحدودية مع تركيا، ما أدى يومها لمقتل 5 مدنيين و جرح العديد منهم.
و بعد يومين جدد الطيران الروسي قصفه على المناطق الحدودية، فبدأ باستهداف مدينة سرمدا في ريف إدلب الشمالي، بعد إسقاط الطائرة الحربية، حيث استهدفت الغارات سيارات الإغاثة التي تدخل من تركيا عبر معبر باب الهوى إلى سرمدا.
الجدير بالذكر أن معبر باب السلامة في ريف حلب الشمالي، و باب الهوى في ريف إدلب الشمالي يعدان شرياني الحياة للمدن والبلدات السورية المحررة، إذ تدخل عبرهما قوافل المساعدات الإنسانية لآلاف النازحين السوريين المنتشرين في المخيمات على الحدود والتي باتت تضم أكثر من 300 ألف نازح وفق ناشطين، إثر نزوح نحو 150 ألفاً من ريفي حلب وحماة نتيجة القصف الروسي المكثف لمناطقهم.
كما تعرضت بلدات و مدن من ريف إدلب الشمالي في الشهر الجاري، منها مدينة سلقين التي شهدت مساء يوم الأحد الفائت بتاريخ 24/يناير2016 قصفاً بالصواريخ بعيدة المدى والمحملة بالقنابل العنقودية، والتي استهدفت وسط المدينة حيث راح ضحية القصف بالصواريخ قرابة العشرة شهداء وعدداً آخر من الجرحى نقلوا إلى المشافي الميدانية القريبة من المنطقة.
و تستمر المجازر التي ترتكبها الطائرات الروسية لتطال مدن وبلدات أخرى من ريف إدلب الشمالي، فقد شهدت مدينة كفرتخاريم يوم أمس قصفاً جوياً لليوم الثاني على التوالي، حيث استهدفت الطائرات الروسية بعدة غارات بالصواريخ الفراغية الأحياء السكنية في المدينة، ما أدى لارتقاء 15 شهيداً وأكثر من 20 جريحا بينهم نساء و أطفال بالإضافة إلى جنين قُتل في رحم أمه قبل أن يحيا، فضلاً عن الدمار الكبير الذي خلفه القصف بالأبنية السكنية و المرافق العامة.
يجدر بالإشارة إلى أن الحملة الروسية التي تشنها على المناطق الحدودية للريف الشمالي من سوريا بالقرب من الحدود التركية، ما هي إلا انتقامً من الحكومة التركية لإسقاط الطائرة الحربية من قبل المقاتلات التركية، في المقابل تستعد الأمم المتحدة للجولة الثالثة من مباحثات جنيف، سعياً لتسوية الأزمة السورية سلمياً، ويسعى النظام وروسيا خلالها ﻹحراز مزيدً من التقدم من خلال الغارات المكثفة، فهل ستأتي المباحثات بحل ينهي ذاك الانتقام و يخلص الأطفال من نيران الطيران الروسي ؟!!
المركز الصحفي السوري ـ ظلال سالم