تعرف شعبياً باسم رياضة الحديد، ورياضة المصارعين، ، وأول من أطلق عليها اسم رياضة بناء الأجسام هم المصريون في صحافتهم في الأربعينيات من القرن العشرين.
وانتشر هذا الاسم خصوصاً بعد اشتهار اللعبة في عقدي السبعينيات والثمانينيات بشكل كبير. ومن أسمائها جمال الأجسام، وبناء العضلات، والتنمية العضلية, رسمياً تستخدم الاتحادات الرياضية العربية لهذه اللعبة أسم “بناء الأجسام”.
وللتعرف أكثر على فكرة نشوء هذه الرياضة لابد لنا من تعلم مدلولات الأجسام القوية والعضلات المفتولة عند الشعوب عبر التاريخ, ففي مصر القديمة نحتت كل التماثيل على هيئة أجسام قوية مفتولة العضلات وممشوقة القوام, والأجسام مشدودة دليلاً على القوة والكمال والجمال الذي ينبغي أن يكون عليه الإنسان.
أما في دولة اليونان القديمة, فكان البطل هرقل يتمتع بجسم خارق للعادة قوي البنيان, مفتول العضلات, وقد أصبح هذا البطل بقوته وعضلاته رمزاً للألعاب اليونانية القديمة على جبل الأولمب قرب أثينا, وتبعهم في ذلك الرومانيون الذين اقتفوا آثار اليونانيين خطوة بخطوة مع تغيير الأسماء.
وفي الهند والصين كذلك كان النحاتون يتفننون بنحت الأجسام البشرية بكامل رونقها وقوتها, ويصورون في أساطيرهم نماذج الكمال الجسماني والعضلي والعقلي لأبطالهم.
نشأت لعبة بناء الأجسام كما نعرفها بشكلها الحالي في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي, وبدايات القرن العشرين, مبدؤها تضخيم عضلات الجسم وإبرازها, واستعراضها مقارنة بعضلات المنافسين الآخرين, وفق قواعد محددة تخضع للحكم النسبي على كل من “الكثافة, التحديد, الوضوح, لون الجلد” حيث يمنح سبعة حكام نقاطاً للمتنافسين يأخذون على أساسها مراكزهم تنازلياً, حيث يحصل على اللقب من يأخذ أقل عدد من النقاط.
وكان من رواد كمال الأجسام في الثلاثينات كل من “إيرل ليدرمان” الذي كتب بعض الكتب التوضيحية عن كمال الأجسام, و”ريش برايتبارت”.
ازدادت رياضة كمال الأجسام شعبية مع نهاية الحرب العالمية الثانية وصعود موجات التحرر الأوروبية والتأثير الإعلامي الكبير للأساطير الأميركية الكبيرة مثل “سوبر مان وسبايدر مان” وكان نصيب الألعاب الرياضية بشكل عام وكمال الأجسام بشكل خاص كبيراً جداً من هذه الظواهر الجديدة فبدأ تشجيع الشباب على تمرين أجسامهم والارتقاء بلياقتهم البدنية.
بداية السبعينيات بدأت رياضة كمال الأجسام مرحلة جديدة، لا سيما عبر انتشارها في العالم بأسره فتأسست الاتحادات الوطنية لهذه اللعبة في مختلف دول العالم وظهر على الساحة أبطال جدد كان أعظمهم على الإطلاق” آرلوند شوانزينجر” الذي دوت أفلامه في الثمانينيات عبر العالم وأصبح مثلاً أعلى لكثير من الشباب المتحمسين لممارسة هذه الرياضة، ولعله أكثر من قدم خدمة إعلامية لها عبر التاريخ.
ومازالت تعاني رياضة بناء الأجسام أزمة كبيرة على صعيد التنظيم الإداري والجماهيري, حيث ولدت عبر تاريخها اتحادات عديدة معظمها لا يعترف بالاتحادات الأخرى ولا يقيم لها وزناً, آخرها “الاتحاد العالمي لبناء الأجسام”.
مجلة الحدث_ فادي أبو الجود