كثيرة هي الأسباب التي تحرم الأطفال في سوريا من حق التعليم منها قصف الطيران على المدارس ما أدى الى خروجها عن العمل نتيجة الدمار الذي لحق بها إضافة إلى حالات النزوح الجماعية للأسر وكلها أسباب كان وراءها بطش نظام أطاح بكل معايير الإنسانية والحقوق المترتبة عليها رغم ادعائه المتواصل بحفاظه على حقوق المواطن كونه إنسانا أولاً.
رياض الأطفال في سوريا التي يبدأ الطفل فيها أولى مراحل تعليمه أساسيات العربية والإنكليزية والرياضيات بشكل مبسط بات دخول الأطفال إليها من الرفاهية .. بعد أن رفعت حكومة النظام أقساط الروضات الحكومية بنسبة 100% من 10 الآف الى 20 ألف ليرة دونك عن تكاليف الزي الرسمي للروضة والكتب والمواصلات ليبلغ 27 ألف ليرة معها.
بينما بلغت أقساط الروضات الخاصة نحو 50 ألف ليرة من دون الكتب والزي والمواصلات اليومية، وتتراوح أجور بعض الروضات من 75ألفاً الى 125 ألفاً متضمنة كافة التكاليف السابقة ما جعل كثير من الأهالي يعيدون التفكير بشأن تسجيل أطفالهم بأي روضة سواء أكانت حكومية أم لا؟!
يقول زكريا أب لطفل في الروضة:” سجلت ابني في روضة من الفئة التالتة ب 75 ألف وسجلت أخوه التاني في الصف الأول 125 ألف يعني 250 ألف لا أكلنا ولا شربنا”.
تعتبر خطوة رفع الأقساط خطوة ظالمة لكثير من الأطفال الذين سيلتحقون بالمدارس الحكومية دون أي خلفية تعليمية لأساسيات الكتابة، لذا يعتبر عدم التحاقهم بالروضة أمرا صعباً على الطفل بسبب كثافة وضخامة المنهج المتبع في الصف الأول فعلى الطفل أن يدخل المدرسة وقد تعلم كيفية امساك القلم وتعلم أغلب الأحرف فلا وقت للمعلم أن يعلّم أكثر من 25 طالباً في صف واحد ما يجعل الطفل مهدداً بعدم إتقان المنهج وبالتالي ارتفاع احتمال فشله في المدرسة.
تقول أمل إحدى متابعات تفاصيل القرار:” الروضة صارت من أساسيات التعليم إذا ما تعلم الولد في هاي المرحلة راحت عليه.. وهالقرار رح يمنعو من دخولها”.
ويرد مصعب معلق على القرار على إحدى صفحات النظام على الفيس بوك:” أنا بدي علّم ابني رعاية الغنم ما عاد بدنا مدارس كيف بدي سجل ابني وأنا راتبي أصلا بس 25 لف ليرة” فتكلفة الروضة الحكومية باتت أكبر من الرواتب التي يحصلون عليها الأهالي وعليهم التفكير بطرق أخرى لتهيئة أطفالهم لدخول المدرسة.
لطالما تبجح النظام برعايته واهتمامه بالطفولة إلا أنه وعلى مدى خمس سنوات تفنن بطرق النيل من الطفل فالقصف المتعمد لمئات المدارس وحرمانه من حق التعليم والتضييق على الأهالي لإلحاق أولادهم بمرحلة رياض الأطفال.
المركز الصحفي السوري – آية رضوان