قال مصدر على دراية بفكر الحكومة السعودية الأحد بعد قطع الرياض العلاقات الدبلوماسية مع طهران، في أعقاب اقتحام السفارة السعودية في إيران إن موقف السعودية تجاه إيران هو “لقد طفح الكيل”.
وأضاف المصدر الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه أن الحكومة السعودية ليست مستاءة من إيران فحسب، وإنما من الولايات المتحدة أيضا لإخفاقها المتصور في الرد على ما تعتبره الرياض تدخل إيران في كل أنحاء المنطقة.
وكانت الولايات المتحدة وخمس دول أخرى قد أبرمت اتفاقا مع إيران في 14 تموز/ يوليو، وافقت بموجبه طهران على الحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية عنها.
ويخشى بعض مسؤولي دول الخليج العربية من احتمال أن تهمل واشنطن مصالحهم من أجل تنفيذ الاتفاق النووي.
واقتحم محتجون إيرانيون السفارة السعودية في طهران في ساعة مبكرة من صباح الأحد، وذلك بعد يوم من إعلان السعودية إعدامها 47 شخصا لإدانتهم بالإرهاب، من بينهم رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر.
وأدانت إيران إعدام النمر فيما يمثل أحدث صدام بين القوتين الإقليميتين المتناحرتين، اللتين ساندتا في السنوات الأخيرة أطرافا متعارضة في كل مكان من سوريا واليمن إلى لبنان والعراق.
وقال المصدر “لقد طفح الكيل. مرة أخرى إيران تبدي عدم اكتراثها بالغرب. وهي تواصل رعاية الإرهاب وإطلاق الصواريخ الباليستية، ولا أحد يحرك ساكنا إزاء ذلك. في كل مرة يفعل فيها الإيرانيون شيئا تتراجع الولايات المتحدة.
السعوديون لا يأبهون فعلا إذا أغضبوا البيت الأبيض”.
وقال المصدر في وقت لاحق إنه أساء وصف الموقف السعودي تجاه البيت الأبيض، قائلا إن الرياض ليست غير مهتمة بوجهات نظر إدارة باراك أوباما، لكنها تشعر أنه ليس لديها خيار يذكر سوى الدفاع عن مصالحها حينما يكون ذلك ضروريا.
وقال المصدر:”هذا لا يعني أنهم لا يهتمون بآراء البيت الأبيض. بالتأكيد يحتاج السعوديون والولايات المتحدة للعمل معا بشأن العديد من القضايا. ولكن هذا مثال (يشعر فيه) السعوديون أنهم في حاجة للمضي قدما بمفردهم لتحقيق مصالحهم فيما يتعلق بالتعامل مع إيران في المنطقة”.
عربي 21