وجه ستيف أدلر رئيس تحرير وكالة رويتز للأنباء، رسالة لموظفيه يشرح فيها الطريقة التي ستنتهجها الوكالة في تغطيتها الصحافية لإدارة البيت الأبيض الجديدة، في سابقة هي الأولى من نوعها بهذا الشأن.
وقال أدلر “كان الإثنا عشر يوما الأولى في عمر رئاسة دونالد ترامب (نعم لم يمر سواها) مشهودة للجميع، وشكلت تحديا، خاصة لنا في قطاع الأخبار. لا نواجه كل يوم رئيسا يقول إن الصحافيين ‘بين أكثر الكائنات الإنسانية خداعا على وجه الأرض’، أو يصف كبير الاستراتيجيين لديه الإعلام بأنه ‘حزب المعارضة’”.
ورأى أدلر أنه من الطبيعي أن تكون هناك تساؤلات في المؤسسات الصحافية حول الطريقة التي يجب أن يتعامل بها الصحافيون مع الإدارة الجديدة للبيت الأبيض.
العديد من الخيارات ستكون مطروحة أمام قطاع الأخبار ومؤسسات الإعلام بين أن يسعى لمحاولة إرضاء الإدارة أو انتقادها أو حشد دعم الجمهور ضدها لصالح الإعلام، لكن أدلر أشار لموظفيه إلى أن يتابعوا مهمتهم الصحافية وفق الآلية التي يعملون فيها في شتى أنحاء العالم.
وجاء في رسالة أدلر، أن رويترز تقدم أخبارا وتقارير في أكثر من مئة دولة، منها الكثير من الدول حيث المنظمة غير مرحب بها وتتعرض للهجوم بصورة متكررة.
وأضاف “أنا فخور دائما بعملنا الصحافي في أماكن مثل تركيا، الفلبين، مصر، العراق، اليمن، تايلند، الصين، زيمبابوي، روسيا، وفي دول منها نواجه مزيجا من الرقابة والملاحقة القانونية، ورفض منحنا تأشيرات، وقد يصل الأمر إلى تهديدات جسدية موجهة نحو الصحافيين العاملين في المنظمة. نرد على جميع هذا ببذل قصارى جهدنا في حماية صحافيينا، وذلك من خلال العودة إلى ممارسة عملنا الصحافي بإنصاف وأمانة، والإصرار على جمع المعلومات التي يصعب الوصول إليها، وأيضا من خلال البقاء على الحياد في تغطيتنا. نادرا ما نكتب عن أنفسنا وعن المشاكل التي نواجهها، بينما ننشر كثيرا جدا عن القضايا التي ستشكل فارقا في قطاع الأخبار وحياة قرائنا وآرائهم”.
وتابع “حتى الآن لا نعلم إلى أي مدى ستكون هجمات إدارة ترامب عنيفة عبر الوقت، أو إلى أي حد سيصاحب هذه الهجمات فرض قيود قانونية على جمعنا للمعلومات. لكن نعرف جيدا أنه يتوجب علينا اتباع نفس القواعد التي تحكم عملنا في أي مكان، من خلال تغطية ما هو هام في حياة الناس وتزويدهم بالحقائق التي يحتاجونها لاتخاذ قرارات أفضل”.
وأكد ضرورة التخلي عن التصريحات المعدة مسبقا للمنصات الإعلامية، والقلق على نحو أقل بشأن المعلومات والمصادر الرسمية، إضافة إلى التواجد في البلاد ومعرفة ونشر أكثر الأمور أهمية حول كيفية معيشة الناس، وما يفكرون فيه، وما يساعدهم وما يؤذيهم، وكيف تبدو لهم الحكومة وإجراءاتها، وليس كما تبدو لنا.
العرب