عشرون ألف سيدة روسية متزوجات من سوريين ويعشن في سوريا، ويعود السبب وراء تلك الزيجات إلى العدد الكبير من المبعوثين السوريين إلى الاتحاد السوفياتي سابقاً الذي كان يعطي منحاً للطلاب السوريين لتلقي العلم في عهد حافظ الأسد، حيث كان الاتحاد يشكل تحالفاً استراتيجياً معه، ووجود هذا الكم من المصاهرات يجعل العلاقات الروسية السورية تاريخية ناهيك عن التحالف العسكري حيث كانت سوريا تستورد أسلحة روسية بقيمة 700 مليون دولار.
“عامر” صاحب إحدى المطاعم بدمشق تزوج من إحدى الروسيات منذ التسعينات يقول: ” زوجتي ناتالي قدمت من روسيا للعمل في إحدى الشركات السياحية فتزوجتها كون المهر وتكاليف الزواج أقل بكثير من الفتيات السوريات”.
في حي الياسمين باللاذقية حيث تعيش المئات من الروسيات المتزوجات من سوريين أغلبهم من كبار الضباط والأطباء والمهندسين، كانت الروسيات يرغبن بالزواج من الشباب السوريين لعدة أسباب أبرزها الوضع الاقتصادي الصعب في ظل الاتحاد السوفياتي، و العلاقات الاجتماعية القوية والمتماسكة في الأسرة السورية.
تقول رنا جارة ليندا الروسية منذ سنوات : ” اعتنقت جارتي الإسلام منذ أن تزوجت بطبيب مسلم وهي صيدلانية وسعيدة في حياتها بسوريا، وبحسب ظني أن الروسيات يفقدن الاستقرار العائلي و الاجتماعي في بلادهن و ليندا مميزة بعلاقاتها الطيبة في الحي”.
ترخص نقابة الفنانين السوريين عقود عمل للروسيات كفنانات يعملن في الملاهي الليلية مقابل مبالغ مادية كبيرة أغلبهن يعملن في دمشق ومنها ينتقلن إلى باقي المحافظات كحلب واللاذقية بعد خضوعهن لعدة فحوصات طبية خوفاً من نقل بعض الأمراض السارية في الدول الأوربية كالإيدز والتهاب الكبد الوبائي، تلك الملاهي التي يكون أغلب روادها من الضباط و أولاد المسؤولين في الحكومة السورية، ويتعرض بعضهن أحياناً للإهانة والاستغلال من قبل صاحب العمل.
مريم زوجة أحد التجار في حلب سابقا : ” تعرف زوجي على فتاة روسية كانت تسكن في فندق سميراميس القريب من عمله وصرف عليها الكثير من ماله، ولا أنسى أنه في أحد الأيام أحضر لها عبوات “مياه بقين” لتستحم بها بسبب انقطاع المياه، وكانت سبباً في طلاقنا”.
توحد النظام الروسي والسوري في القضايا الاقليمية لدرجة التطابق سواء في القضية الفلسطينية أو اللبنانية أو بالعلاقات مع إيران، وكان الرئيس فلاديمير بوتين هو الأكثر تأثيراً في بلاده والشرق الأوسط حيث بدا قادراً على ضبط دولته التي كانت مقسمة إلى دويلات و نال رضا الكرملين خاصة بعد الاستيلاء على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، ليصبح القيصر الأقوى في المنطقة خاصة بعد فشل الدول الكبرى كأمريكا وبريطانيا وفرنسا في إيجاد حل للأزمة السورية، فدخل في الحل كونه يحظى بعلاقات وطيدة مع النظام السوري، من بينها المصاهرة.
يعتبر بعض الخبراء هذه المصاهرات التي أضافت بعداً اجتماعياً على العلاقات الروسية السورية، من أهم العوامل التي تمنع موسكو من القبول بالإطاحة بنظام بشار الأسد، بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في 2012.
وقد وصلت العلاقات الوطيدة مؤخرًا بين البلدين بتسمية عائلة روسية طفلتها التي ولدت خلال تشرين الماضي في موسكو اسم “سوريا”.
في المقابل أطلقت عائلة سورية اسم “روسيا” على مولودتها الجديدة في العاصمة دمشق.
منذ أكثر من ثلاثة أشهر تشن روسيا غارات جوية مكثفة 90 بالمئة منها استهدفت مناطق المعارضة السورية المعتدلة بزعم استهداف مواقع لتنظيم الدولة، قتلت فيها أكثر من 3000 مدني بحسب إحصائيات منظمات دولية.
سلوى عبد الرحمن
المركز الصحفي السوري