ظنت روسيا أن الاتفاقات الدولية مع تركيا وغيرها في أستانة وسوتشي ستفرق فصائل الثورة وتصيب الثوار بالوهن، لتبدأ بقتل المدنيين وهدم المنازل فوق رؤوس أطفالها وترتكب جريمة إنسانية نكراء في حق أبناء الشمال السوري، فلا مناظر الدماء أوقفتهم ولا الأشلاء حركت ساكنا في قلوب العرب، ليخرج ابناء الثورة السورية من تحت النار، ويوجهوا ضربة موجعة يلطمون بها وجه روسيا ويكسرون بها عظم النظام .
تمكن الثوار من الهجوم يوم أمس الخميس على عدد من المحاور في ريف حماة الشمالي الغربي، وكسر خطوط الدفاع الأولى لميليشيات النظام في قريتي الجبين وتل ملح، وسط انهيار واضح في صفوف قوات النظام و هروب ميليشياته أمام ضربات الثوار، ليتمكنوا خلال ساعات قليلة من السيطرة على القريتين وقطع الأوتستراد بين مدينتي السقيلبية ومحردة، والذي يعتبر أحد أهم طرق الإمداد لهذا النظام في المنطقة .
لم يكتفي الثوار بهذه النتائج، بل قطعوا الأوتستراد باتجاه الجنوب ليسيطروا على قرية كفرهود الاستراتيجية، والتي تشرف على عشرات القرى والمزارع مثل الصفصافية والتريمسة وشيزر والعوينة والفجرة والجلمة والأمينات وحوش العشارنة والعشارنة وديمو ومطار جب رملة العسكري ودامس وأصيلة وحوش القعادة وتل سكين، إضافة لقربها من مدينة محردة وتعتبر السيطرة على كفرهود بمثابة ضربة مؤلمة في خاصرة مهمة للنظام.
الأهم من ذلك أن السيطرة على تلك المنطقة تجبر النظام على سحب قواته من أماكن وجبهات أخرى وتوجيهها لهذه المنطقة، وبذلك يجعل النظام في حالة تخبط دائم جغرافيا وعسكريا ومعنويا، وظهر ذلك عبر صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي وحالة الذعر في صفوف ميليشيات النظام و إلقاء اللوم من قبل حاضنة النظام على قادات الميليشيات وضعف تخطيطهم العسكري.
في المقابل؛ اكسبت تلك العملية الثوار نقاط قوة هامة جدا، وجعلهم في موقف المنتصر بعد خسارتهم لعدة مناطق غرب حماة، ما جعل الثوار يستمرون في معاركهم لليوم الثاني على التوالي وسط تقدم لهم باتجاه نقاط جديدة لم يعلنوا عنها بعد.
النظام خسر كثيرا في هذه العملية التي وصفها الثوار بملحمة حماة، وكسر العظم فالثوار دمروا العديد من اليات النظام العسكرية وقواعد إطلاق الصواريخ والمدفعية، فضلا عن مقتل العشرات من عناصرها خلال ساعات، ما جعلها تنهار أمام ضربات الثوار .
المدنيون في الشمال السوري بدت على وجوههم الفرحة بانتصار الثوار على قاتلهم، وسط تطمينات من الثوار للأهالي بأن الانتصارات مستمرة و أن دماء أطفال حماة و إدلب و حلب لن تكون رخيصة.
المركز الصحفي السوري _خاطر محمود