من غير المرجح أن تتخلى روسيا بقيادة فلاديمير بوتين عن دعم نظام الرئيس بشار الأسد, حتى مع عدم ثقتها به ومعرفتها أنه في وضع غير جيد, وفقا لما صرح به خبراء للجرزواليم بوست.
نقلت صحيفة مدعومة من السعودية من مصدر غير معروف في تقرير صدر يوم الأحد بأن روسيا تتخلى عن نظام الأسد وتسحب معظم مسئوليها وخبرائها العسكريين.
صرح نيكولاي كوزونوف, وهو زميل غير مقيم في مركز كارنيغي في موسكو وزميل زائر في معهد كاثام في لندن لصحيفة جاروزاليم بوست يوم الأحد, أنه وفي حين تورد وسائل إعلام سنية مثل هذه التقارير كما في صحيفة الشرق الأوسط بصورة مبالغ فيها إلا أن “روسيا لا تثق بالأسد بنسبة 100%”.
يعزو كوزانوف ذلك إلى سببين رئيسيين: الأول هو ان الأسد سعى في السابق للتقارب مع الغرب وبعد الحرب الأهلية حول الرئيس السوري اهتمامه إلى الخيار الثاني المتمثل في التحالف مع روسيا.
ثانيا, طلبت روسيا من الأسد التخلص من المقاتلين الشيشان الذين كانوا يبحثون عن ملجأ لهم في سوريا, ولكنه رفض. هناك شائعات تدور, كما يقول كوزانوف, بأن هؤلاء المقاتلين الشيشان أنفسهم يقاتلون ضد النظام حاليا.
ويضيف كوزانوف :” روسيا لا تقاتل مع الأسد لشخصه, ولكن من أجل النظام” ومن أجل أن لا يحتل الجهاديون البلاد.
مع ظهور الدولة الإسلامية والوضع الحالي للحرب الأهلية, فإن العلاقات الروسية السورية تشهد اختبار توتر, كما يقول كوزانوف, مضيفا بأنه سمع بعض المسئولين الروس وحتى السوريين يعبرون عن خيبة أملهم من عناد الأسد.
وعند سؤاله فيما إذا كانت الحكومة الروسية يمكن أن توقف دعمها للنظام السوري عند أي مرحلة من المراحل, رد كوزانوف بأنه من غير المحتمل أن تسحب حكومة بوتين دعمها للأسد, ولكن عند مرحلة ما يمكن أن تسحب الدعم الشخصي إذا كان هناك أي بديل يمكن أن يضمن استمرار النظام العلماني.
في جميع الأحوال, في هذه المرحلة, ترى روسيا أن سوريا تشكل حصنا في مواجهة صعود الإسلاميين.
كما صرح أريل كوهين, وهو زميل في المجلس الأطلنطي ومدير مركز الطاقة والموارد الطبيعية والجغرافيا السياسية في معهد تحليل الأمن العالمي, لصحيفة جاروزاليم بوست, بأن الروس واقعيون ولديهم أشخاص على الأرض يراقبون التطورات عن كثب.
يعزو كوهين إخلاء بعض الدبلوماسيين الروس وعائلاتهم إلى تدهور موقف الأسد الحالي.
ربما تخفض روسيا من وجودها فيما يتعلق بعدد المواطنين الروس المقيمين في سوريا, ولكن فيما يتعلق بالمساعدات العسكرية وأشكال الدعم الأخرى, “فإن الأمور سوف تستمر على ما هي عليه”.
ويضيف كوهين :” من المهم بالنسبة للكرملين أن يظهر أنه حليف يمكن الاعتماد عليه وأن يدعم النظام حتى انهياره”.
يرى الروس بوضوح أن الأنظمة غير السنية في المنطقة حلفاء محتملين لهم, على الرغم من أن العلاقات مع مصر اكثر أهمية بالنسبة لهم من تلك العلاقات مع سوريا, لأنه ينظر لها كدولة مستقرة معادية للأًصولية مع وجود علاقات اقتصادية وتاريخية.
ويضيف كوهين :” يرى الروس أن شرق المتوسط يشكل طبقة خارجية لقوتها خارج الحدود” يمتد من سوريا إلى مصر والعراق وإيران, مضيفا أن الروس يحمون حدودهم بنوع من أنواع الدفاع الاستباقي. اليونان وقبرص وسوريا ومصر جميعهم يشكلون أولويات لروسيا في تطوير وجودها البحري والعسكري في شرق المتوسط.
يوري تيبر, وهو خبير روسي وزميل في جامعة مانشستر, قال لجاروزاليم بوست أنه لم ير شيئا في الصحافة الروسية حول سحب البلاد دعمها للأسد, ولكن هناك تقارير حول إخلاء عائلات الدبلوماسيين.
تيبر, الذي يعمل زميلا في مركز إسرائيل للدراسات الروسية واليوروآسيوية, قال بأنه على العكس تماما, فإن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال بأن بلاده مستعدة لتلبية الحاجات العسكرية لسوريا والعراق من أجل ضمان طرد الجهاديين من أراضيهم.
ويضيف قائلا:” أقدر بأن الروس سوف يوقفون دعمهم فقط حين يكونوا متأكدين تماما بأنه ليس أمام نظام الأسد أي فرصة للنجاة”.
لا ترى روسيا أن هناك بديلا ممكنا للأسد ولهذا “فإنني لا أرى أي تغيير في سياستها هناك”.
ويقول تيبر أيضا :” لا أستبعد بأنهم ربما بدأوا في التحضير لليوم التالي للأسد”.
آريل بين سولومون – جاروزاليم بوست 1\6\2015
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي