يبدو أن موسكو مصممة على الاستفادة بالشكل الأقصى من الاتفاقية التي وقعتها مع دمشق، والتي تتيح لها وجودا دائما في سوريا.
وفي هذا الإطار، انطلقت من شمال الأطلسي مجموعة سفن حربية روسية تتقدمها حاملة “كوزنيتسوف” بطائراتها الـ50، وترافقها أكبر سفينة حربية في العالم، هي سفينة “بطرس الأكبر”، قاصدة الساحل السوري، وفق ما نقل موقع “روسيا اليوم”، السبت.
وذكر أسطول الشمال، في بيان، السبت، أن “الأميرال كوزنيتسوف” انطلقت في تمام الساعة الـ3 من بعد الظهر بتوقيت موسكو، من شمال شرق الأطلسي، وهي تتقدم مجموعة السفن التي تضم طراد “بطرس الأكبر” الصاروخي الذري الثقيل، وسفينتي “سيفيرومورسك” و”الأميرال كولاكوف” الكبيرتين المضادتين للغواصات، إضافة إلى عدد من سفن الإمداد.
من ناحيتها، أعلنت قوات البحرية البريطانية حالة التأهب القصوى في صفوفها، تزامنا مع عبور مجموعة السفن الحربية الروسية.
وذكرت صحيفة The Times البريطانية أن فرقاطة “ريتشموند”، وطراد “دانكان” الطوربيدي، سوف يعكفان على مراقبة مجموعة السفن الروسية في مسيرها بمحاذاة مياه بريطانيا، وذلك “في عرف مرعي في مثل هذه الحالات جوا وبحرا”.
وأكد أسطول الشمال أن الهدف من وراء إرسال مجموعة السفن الروسية إلى سوريا هو “ضمان الحضور العسكري البحري الروسي في مناطق حيوية وهامة في مياه العالم، وتأمين الملاحة البحرية، وحماية كافة النشاطات الاقتصادية البحرية لروسيا الاتحادية، ومواجهة التحديات الجديدة، بما فيها القرصنة البحرية والإرهاب الدولي”.
رئيس أركان الأسطول البحري الروسي السابق، الأميرال فيكتور كرافتشينكو، ذكر في حديث لوكالة “إنترفاكس” الروسية أن “السفن المتوجهة إلى سوريا تمثل مجموعة بحرية ضاربة مضادة للسفن والغواصات”، وأنها سوف تصل إلى شرق المتوسط في غضون 10 أيام إذا لم تتلق أي أوامر تعدل مسارها.
وتحمل “كوزنيتسوف” إلى شرق المتوسط، حسب المصادر العسكرية الروسية، مقاتلات “ميغ-29 KR”، و”ميغ 29-KUBR”، ومقاتلات “سو-33” البحرية، إضافة إلى مروحيات “KA-52″ الملقبة بـ”التمساح”.
وسيتيح هذا الوجود العسكري البحري الروسي على سواحل روساي استخدام الطائرات البحرية لأول مرة في هجمات حقيقية، وهو ما أكده الفريق أول ليونيد إيفاشوف، الذي قال: “سوف يتسنى لنا وللمرة الأولى في تاريخ روسيا المعاصر استخدام الطائرات البحرية في القتال الفعلي لا في المناورات. وعلى ما يبدو، فإنه سيوكل للمروحيات والطائرات الحربية التي تحملها “كوزنيتسوف” الإقلاع وتنفيذ مهام معينة، فيما لم يسبق أن جرى استخدام الطائرات البحرية لتنفيذ مهام فوق اليابسة”.
وصادق مجلس “الدوما” الروسي، في الـ7 من تشرين الأول/ أكتوبر، على الاتفاقية المبرمة بين روسيا الاتحادية والجمهورية العربية السورية، لـ”ضبط معايير بقاء القوات الجوية الروسية العاملة في مطار “حميميم” على الأراضي السورية”، وتشريع البلدين وجود القوات الجوية الروسية في سوريا.
وتتيح الاتفاقية لموسكو نقل الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية والإمدادات إلى سوريا، بما يخدم تنفيذ المجموعة الجوية الروسية مهامها، وضمان أمن عسكرييها وظروف معيشتهم في سوريا، دون خضوع السفن والطائرات الروسية لأي رسوم تستوفى من قبل الجانب السوري، كما تضفي على العسكريين الروس وعائلاتهم الحصانة الممنوحة للدبلوماسيين لدى عبورهم حدود سوريا والإقامة على أراضيها.
عربي21