وأشار المسؤول الروسي في تصريحات لوكالة إنترفاكس إلى أن الطيران الروسي لا يستهدف قوات المعارضة المعتدلة المشاركة في العملية السياسية، لكنه يهدف بضرباته لتدمير تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة في حلب، حسب تعبيره.
وطالب غاتيلوف المعارضة بعدم إعاقة هذه العملية، كما أكد أن العمليات العسكرية الروسية تُجرى بالتنسيق مع الجانب الأميركي.
وفي مقابل الموقف الروسي أعربت الخارجية الأميركية عن غضبها وانزعاجها من الغارة التي استهدفت المستشفى واعتبرتها مقصودة على ما يبدو، ودعت روسيا إلى الضغط على نظام دمشق لوقف مثل هذه الهجمات.
ودعا الوزير الفرنسي المجتمع الدولي إلى “حشد جهوده من أجل ممارسة ضغوط على النظام تجاه التزامه بـوقف إطلاق النار”، مطالبا مجلس الأمن الدولي بالتحرك بشكل فوري وتطبيق القرار الأممي رقم 2254الذي ينص على انتقال سياسي في سوريا.
كما طالبت بريطانيا روسيا بالضغط على نظام الأسد، وحملته مسؤولية إخفاق محادثات السلامالتي عقدت أخيرا في جنيف.
وفي السياق أيضا، أعربت إيطاليا عن “قلقها” من “القصف العشوائي” الذي يقوم به طيران النظام، فضلا عن الأوضاع الإنسانية “المأساوية” في بعض المناطق الخاضعة للحصار من قبل النظام.
ودعا المتحدث باسم الحكومة الألمانية روسيا إلى بذل جهود لحماية وقف الأعمال العدائية، ودعم المرحلة السياسية للحيلولة دون فشلها، وأشار ستيفن سيبرت إلى أن “النظام ما زال يمارس سياسة التجويع الممنهجة، وحرمان الشعب من الخدمات الطبية، وهذا يعني انتهاكا صارخا لـلقانون الدولي”.
وفي أنقرة أدانت الخارجية التركية بشدة ما حدث وحملت النظام السوري وروسيا المسؤولية عنه. وأضافت أن “من الواضح أن الجرائم المرتكبة لن تبقى دون عقاب”، ودعت المجتمع الدولي للوفاء بمسؤوليته أمام “الجرائم الخطيرة” التي ترتكب ضد الإنسانية.
وكان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين لفت إلى أن إخفاق مجلس الأمن المستمر في إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية يعد مثالا على أكثر أشكال الواقعية السياسية خزيا. وأضاف أن كثيرين باتوا مقتنعين بأن القوى الكبرى العالمية متواطئة بالفعل في التضحية بمئات آلاف البشر وتشريد الملايين.
عربيا، وصفت السعودية ما حدث بالعمل الإرهابي، ودعت حلفاء بشار الأسد إلى الضغط عليه لوقف هذه الاعتداءات.
كما أدانت دولة قطر الوضع الكارثي في حلب، ودعت المجتمع الدولي إلى القيام بمسؤولياته لحماية الشعب السوري.
من جانبه، طالب الأمين العام لـجامعة الدول العربية نبيل العربي بـ”معاقبة المسؤولين عن ارتكاب هذه الجريمة النكراء بحق المدنيين السوريين”.
كما طالب الأزهر الشريف أمس الجمعة المجتمع الدولي بالعمل على الوصول إلى حل عاجل سريع لوقف أعمال القتل والتدمير في حلب، وإنهاء الوضع المأساوي بمدينة حلب.
واستنكرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية بشدة “مجزرة” مستشفى القدس في حلب، واعتبرتها “جريمة متكاملة في أدواتها ووسائلها وخططها وتنفيذها، في حين أن العدالة الدولية لا تتخذ أي خطوة حقيقية لمحاسبة المجرم الذي يصدر العنف والإرهاب ويشرد الملايين من البشر إلى أنحاء العالم”.