ألقت وزارة الخارجية الروسية باللوم على الولايات المتحدة الأمريكية جزئياً في الهجوم الأخير بقذائف الهاون الذي استهدف السفارة الروسية في العاصمة السورية دمشق.
وقالت الخارجية الروسية اليوم الثلاثاء “نحن نعتبر قصف السفارة الروسية في دمشق نتيجة أفعال أطراف مثل الولايات المتحدة وبعض من حلفائها الذين يحرّضون على استمرار الصراع الدموي في سوريا عن طريق دعم المسلحين والمتطرفين بطرق عدة”.
وأضافت الوزارة في بيانها أن السفارة الروسية كانت قد تعرّضت أمس الاثنين لهجوم بقذائف هاون، يبدو أنها جاءت من منطقة تسيطر عليها “جماعتا جبهة فتح الشام (التي تعرف سابقا بجبهة النصرة) وفيلق الرحمن”.
وقالت الوزارة “موسكو ترفض هذا الفعل بقوة، وتعتبره جريمة ارتكبها إرهابيون “.
ويشار إلى أن قذائف الهاون سقطت بالقرب من المجمع السكني للسفارة “ولحسن الحظ. لم يصب أي من موظفي السفارة “.
يذكر أن مدينة حلب بشمال سوريا مقسمة إلى قطاع غربي تسيطر عليه الحكومة وقطاع شرقي يسيطر عليه المتمردون، حيث يعيش ما يتراوح بين 250 و300 ألف مدني تحت الحصار الذي تفرضه الحكومة المدعومة بالضربات الجوية الروسية.
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ايجور كوناشنكوف، عن نقل منظومة للدفاع الجوي طراز “إس300-” إلى سوريا.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” للأنباء الروسية، عن كوناشنكوف قوله اليوم، “في الواقع، تم شحن إلى الجمهورية العربية السورية بطارية من نظام الصواريخ المضادة للطائرات “إس300-”.
وهذه المنظومة مخصصة لتأمين أمن القاعدة البحرية في طرطوس التي تقع في المنطقة الساحلية القريبة من سفن مجموعة العمل البحرية الروسية من الجو”.
وأكد الجنرال الروسي أن “إس300-” هي منظومة دفاعية بحتة ولا تشكل أي تهديد لأي طرف”.
وأضاف الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، بأن الولايات المتحدة أفشلت كافة اتفاقات وقف إطلاق النار في سوريا.
وقال إن “الولايات المتحدة هي التي أفشلت كافة الاتفاقات بشأن نظام وقف إطلاق النار بتاريخ 9 أيلول/سبتمبر بعجزها عن فصل ما يسمى المعارضة عن “جبهة النصرة”، والسماح للإرهابيين بإجراء إعادة التموضع والتموين”.
من جانبه، صرّح وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بأن بلاده “لا تتخلى” عن الشعب السوري، وذلك بعد يوم واحد من تعليق واشنطن التنسيق المباشر مع روسيا، بشأن الجهود الرامية إلى إنهاء الصراع.
وقال كيري أثناء إحدى الفعاليات لمؤسسة بحثية في بروكسل: “إننا لا نتخلى عن الشعب السوري. إننا لا نتخلى عن السعي لتحقيق السلام، ولن نترك الساحة متعددة الأطراف”.
وتابع: “سنستمر في محاولة إيجاد طريقة للمضي قدماً من أجل إنهاء هذه الحرب”، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستفعل “كل شيء ممكن” لإيجاد طريقة للمضي قدماً مع المجموعة الدولية لدعم سورية والأمم المتحدة أو في اجتماعات أصغر متعددة الأطراف.
وبرر كيري قرار إنهاء المحادثات مع روسيا، بأن دعم موسكو لنظام بشار الأسد، يبدو “غير مسؤول وغير حكيم للغاية”، بالنظر إلى عدم تردد النظام في استخدام غاز الكلور لقتل مواطنيه.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقرّه المملكة المتحدة ، إن أكثر من 400 مدني قتلوا في حلب منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة وروسيا قبل نحو أسبوعين.
القدس العربي