قــــراءة فـــي الــصحف
نبدأ قراءتنا من صحيفة “كريستيان ساينتس مونيتور” الأميركية التي نقلت عن محللين قولهم، إن حلفاء نظام الأسد الرئيسين يعتبرون الانتصار على المعارضة في حلب تعزيزا لنفوذهم عالميا وإقليميا، لكن عدم وجود نهاية سريعة للصراع سيدفع على الأرجح حلفاء الأسد لتسوية سياسية.
وأشارت الصحيفة على أن الآثار الاستراتيجية لسقوط حلب تتجاوز المدينة نفسها، وتشير إلى إعادة تغير في معطيات القوى في الشرق الأوسط.
ويرى فواز جرجس أستاذ العلوم السياسية بكلية لندن للاقتصاد أن الإدارة الأميركية تتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية سقوط حلب والوضع السوري، مشيرا إلى أن الأمر لا يتعلق بنقص القدرات بل بالافتقار للعزيمة، فقد آثر أوباما عدم التدخل عسكريا أو سياسيا في الشرق الأوسط.
رغم ذلك يحذر جرجس ومحللون آخرون من أن استعادة بشار لحلب لا تعطيه فقط سيطرة إلا على ثلث سوريا، ولذلك فإن رعاته الروس والإيرانيون يرون أن الصراع مستمر، ومن ثم سيضغطون من أجل تسوية سياسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا تواجه العديد من التحديات في المستنقع السوري كارتفاع تكلفة الحرب والمخاطر، خاصة في وقت لا تستطيع فيه سوريا مواصلة تلك السياسية مع نفاد مواردها، وتشكيل الحرب عبئا على البحرية، وأيضا إمكانية ضعف معنويات الجنود الروس هناك.
ويقول فواز جرجس إن تجربة أفغانستان لا تزال حاضرة في ذهن الروس، الذي يدركون أنه ليس بإمكانهم البقاء بسوريا عسكريا لوقت طويل. ولفتت الصحيفة أيضا إلى أن إيران تواجه صعوبات في سوريا أيضا أبرزها حالة الارتياب إزاء موقف الإدارة الأميركية المقبلة تحت ترمب، الذي قد يحسن علاقته مع روسيا على حساب نظام الملالي، ومن ثم فطهران تسعى لتسوية سياسية في أقرب وقت ممكن.
بدورها عنونت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية”، “موسكو ومستنقع الشرق الأوسط”.
تقول الصحيفة، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شق طريقه بعد ظهر أمس نحو عرض للمسرحي والدبلوماسي المعروف الكسندر غربويدوف. وكان غربويدوف السفير الأخير لروسيا الذي قتل، وقد حصل هذا في 1829 في طهران.
ملابسات موت غربويدوف تشير إلى السبيل الذي يتبين فيه أن الشرق الأوسط لم يتغير تماما: فبعد الحرب بين فارس وروسيا، والتي أهانت فيها روسيا الفرس، حصل الروس على حقوق الدفاع عن المواطنين الأرمن وغيرهم.
فقد هربت امرأتان أرمنيتان ومخصيان من قصور الشاه الإيراني وتلقوا ملجأ في السفارة الروسية. رفض غربويدوف تسليمهم للفرس الغاضبين، الذين رأوا في ذلك اختطافا لمسلمين على ايدي الكفار. فتجمع جمهور غفير حول السفارة، قاتل ضد قوة القوزاقيين الصغيرة التي كانت تحميه واقتحمت غرفة السفير حيث تمترس مع المرأتين الارمنيتين. وأعلن مُلا شيعي بأنه توجد فتوى لقتله، فأطاع الجمهور، كما تدعي المصادر الروسية بلغة أدبية. أخذ بائع كباب فارسي رأسه ووضعه على وتد. اما جثته فسحلت في شوارع طهران.
روسيا متدخلة مرة أخرى في الشرق الأوسط. وهي مستعدة لأن تدفع ثمنا على تدخلها في سوريا وعلى تأييدها لنظام بشار الأسد الإجرامي، وهي تدفع أثمانا باهظة.
يوجد احتفال كامل في العالم وفي إسرائيل حول الكفاءة المثيرة للانطباع لدى بوتين في استخدام القوة، ولكن يوجد تجاهل للأثمان لاستخدام القوة: طائرة يسقطها تنظيم الدولة في طريقها من سيناء، إسقاط الطائرة الروسية، هذا الاغتيال وغيره . فالسنة لن ينسوا للروس ارتباطهم بإيران، بالشيعة وبالعلويين، والأثمان ستكون بعيدة المدى.
المركز الصحفي السوري _ صحف