حل شهر رمضان الاثنين بالنسبة إلى المسلمين في أنحاء عدة من العالم ومعظم الدول العربية وغيرها من الدول الإفريقية والآسيوية، ويصادف هذه السنة أيضاً ظروفا صعبة في دول تشهد نزاعات مثل سوريا والعراق. والشهر الذي هو عادة عنوان للبركة ولمّ شمل العائلات على موائد الإفطار الغنية، يبدأ بشعور بالإحباط لدى شرائح واسعة من السوريين المحاصرين في مناطق عدة بسبب المعارك.
في مدينة مضايا المحاصرة من قوات النظام السوري في ريف دمشق -والتي تعاني من نقص فادح في المواد الغذائية والأدوية تسبب خلال الأشهر الماضية بوفيات عدة قبل أن تدخل كميات محدودة من المساعدات- تقول مؤمنة (32 عاما) إنها تنوي تحضير طبق المسبحة والقليل من الفاصولياء لإفطار اليوم الأول من رمضان لها ولزوجها، بعدما نزح أبناؤها عن المدينة المنكوبة.
وتقول لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي «أشعر بالأسف لتمضية رمضان من دون أهلي وأبنائي. كنا نجتمع في الماضي على مائدة الإفطار معا. أما اليوم فأنا وحيدة مع زوجي والكل مشتت».
وتضيف «نعتمد في طعامنا على المعونات التي تقدمها لنا الأمم المتحدة. كنا ننتظر أن تصلنا مساعدات مطلع هذا الشهر لكنها تعطلت لأسباب نجهلها».
وتوضح أن المرة الأخيرة التي تلقت فيها مساعدات كانت في الرابع من مايو واقتصرت محتوياتها «على البقول وخمس علب من التونة لكل شخص، لكننا استهلكناها منذ ذلك الحين».
وأشارت إلى افتقار السوق للمواد الغذائية، وإن وجدت فثمنها باهظ ولا تتمكن من شرائها.
وفي الأحياء الشرقية من مدينة حلب في وسط سوريا، تزداد معاناة المدنيين خصوصا بعدما بات طريق الكاستيلو، المنفذ الوحيد لهذه الأحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة بحكم المقطوع، بسبب استهداف حركة المارة والباصات عليها من قوات النظام السوري بغارات جوية.
ويقول أحمد أسود (35 عاما)، وهو من سكان حي الصالحين في شرق المدينة: «لم تعد توجد بهجة لأي شيء هنا. هذا هو شهر رمضان الخامس الذي أعيشه في ظل الحرب». ويضيف أحمد وهو عامل وأب لثلاثة أطفال «معظم أقربائي أصبحوا نازحين خارج حلب، ولم يعد بإمكاننا أن نجتمع في هذا الشهر الفضيل».
ويشير إلى «الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية في الأسواق»، خصوصا بعدما باتت الأحياء الشرقية شبه محاصرة.
ويضيف «أتمنى ألا يكون رمضان هذا العام كما كان العام الفائت»، مستعيدا «كيف تعرضت المدينة مرارا للقصف في أوقات الإفطار والسحور» العام الماضي.
في الفلوجة غرب العراق، لا يزال حوالي خمسين ألف شخص محاصرين ويستخدمون كدروع بشرية من تنظيم الدولة الذي يسيطر على المدينة، في ظل عملية عسكرية تقوم بها القوات الحكومية العراقية مدعومة من ميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية. ووعد بعض القادة العسكريين بانتهاء عملية استعادة المدينة قبل رمضان، لكن التقدم كان بطيئا. والمدينة محاصرة منذ أشهر والعائلات التي بقيت فيها هي التي لم تتمكن من الرحيل.
وقال أبو محمد الدليمي وهو أب لستة أولاد في اتصال من داخل الفلوجة مع وكالة فرانس برس: «يجب أن نستيقظ عند الساعة الخامسة فجرا ونقف في صف طويل لدفع خمسة آلاف دينار (4.50 دولار) مقابل كيلوجرام واحد من البندورة»، في إشارة إلى الصعوبات الجمة التي يواجهها في تأمين الطعام لعائلته.
وتعاني المدينة العراقية من انقطاع في المياه العذبة منذ أشهر طويلة. ويقول السكان إن مقاتلي تنظيم الدولة يستحوذون على غالبية المواد الغذائية لأنفسهم.;
العرب القطرية – أ ف ب