بعد ليلة حزينة ومشاهد دمعت لها العين على وقع مجزرة خان شيخون في الرابع من نيسان الجاري، التي راح ضحيتها 91 شخصا غالبيتهم من الأطفال والنساء، كانت الآراء متضاربة والمواقف السورية والدولية متباينة. ليبقى المواطن السوري هو الضحية والعالم يكتفي بالمشاهدة والكلام البعيد عن حيز التنفيذ.
نفى النظام الاتهامات الموجهة حوله باستهداف مدينة خان شيخون وأنه غير مسؤول عن الهجوم الكيماوي الذي وقع في المدينة، لكن وبعد تصريحات موسكو في الخامس من نيسان الجاري بأن مصدر القصف هو طيران النظام السوري لموقع يحوي على غازات سامة أدى إلى انفجاره وانبعاث هذه الغازات من المكان ما أدى إلى حدوث تلك المجزرة ليأتي النظام بعد هذا التصريح الروسي ليغير كلامه ويصرح كما قالت روسيا بشكل حرفي.
ليعلن بذلك تكذيب نفسه ومراوغته بأنه ليس له علاقة بهذا الهجوم وإيجاد فبركة له من قبل روسيا ليبعدوا عنه المسؤولية والاتهامات الدولية التي ستوجه ضده نتيجة استخدامه للكيماوي في مدينة خان شيخون.
*كونفليكت الروسية: أدلة وبراهين تثبت مراوغة النظام ووزارة الدفاع الروسية
أعلنت منظمة “Conflict Intelligence Team” من خلال تقرير لها أن وزارة الدفاع الروسية تقوم بالمراوغة لإنقاذ رأس النظام “بشار الأسد” من العقوبات التي ستوجه ضده بسبب استخدامه للسلاح المحرم دولياً في مدينة خان شيخون وأظهرت عدد من الأدلة والبراهين التي تثبت مراوغات وكذب روسيا والنظام.
حيث أشارت من خلال الصور والفيديوهات التي نشرها النشطاء في مدينة خان شيخون إلى أن المجزرة ارتكبت في الساعة 6:48 دقيقة صباحاً، بينما ذكرت وزارة الدفاع الروسي في تقرير لها أن الهجوم حدث بعد ثلاث ساعات من وقوع المجزرة.
وأضافت منظمة “Conflict Intelligence Team” دليلاً آخراً يتعلق بالمكان حيث قالت وزارة الدفاع الروسي أن الغارة استهدفت مخزناً للمعارضة يحوي على السلاح في المدينة بينما مكان الاستهداف كان بين منازل المدنيين وفي الشوارع من خلال الحفرة التي حصلت مكان وقوع الصاروخ ولا يوجد أي مخزن للسلاح هنا.
ولم تكتف المنظمة بذلك بل طرحت سؤالاً واضحاً أين مقطع الفيديو الجوي الذي يظهر لحظة الاستهداف خصوصاً بعد تعمد وزارة الدفاع الروسية بشكل يومي إلى تصوير عمليات الطيران الحربي وبثها يومياً في حال كان الاستهداف لمواقع عسكرية للمعارضة أو لمستودعات الذخيرة.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية امتلاك المعارضة للأسلحة الكيماوية التي حصلت عليها من تنظيم الدولة وهي تعلم ضمنياً أن المعارضة تحارب التنظيم منذ بداية نشأته وأنه لو كان لدى تنظيم الدولة سلاحاً كيميائياً لاستخدمه في معاركه.
*أردوغان: الرادارت التركية تظهر حقيقة الهجوم الكيماوي
وضح الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أن بلاده تمتلك تسجيلات رادار تبين صورة الطائرات التي قصفت مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي بالسلاح الكيماوي.
*فرنسا: السارين المستخدم في خان شيخون من صنع النظام
جاء في تقرير لوزير الخارجية الفرنسي” جان مارك ايرلوت” بياناً حول نتائج تحاليل العينات التي قامت بها أجهزة الاستخبارات الفرنسية أنه “لا شك في أنه تم استخدام غاز السارين، ولا شكوك إطلاقاً حول مسؤولية النظام السوري بالنظر إلى طريقة تصنيع السارين المستخدم”. حيث أكد أن عملية تصنيع السارين مشابهة للأسلوب المعتمد في معامل تصنيع الكيماوي لدى النظام.
*نيويورك تايمز: صوراً للأقمار الصناعية تثبت حقيقة استخدام الكيماوي
نشرت صحيفة نيويورك تايمز، اليوم الجمعة، تقريراً ينفي تصريح وزارة الدفاع الروسية معتمدة على صور الأقمار الصناعية، أشارت فيه إلى أن وقت المجزرة كان قبل السابعة صباحاً فيما صرحت روسيا بأن الغارة كانت عند الساعة 11 ظهراً، وان المكان المستهدف عبارة عن مساكن صغيرة في منطقة سكنية لا تحوي أي معامل أو مستودع للذخائر.
واعتمدت الصحيفة على تقرير لمنظمة حظر السلاح الكيماوي أنها غير متأكدة من تخلص النظام من كل ترسانته الكيماوية في سوريا، الأمر الذي ينفي ادعاء روسيا أن مواقع النظام خالية من السلاح الكيماوي.
مع كل هذه الحقائق والتحاليل والتقارير التي نشرتها أكثر من جهة دولية مجازر ترتكب كل يوم بحق المدنيين سواء بالأسلحة المحرمة دولياً أو بالقصف والتهجير والتدمير دون أن يكون هناك من يمنعه من تجاوز الخطوط الحمراء ليعود مرة أخرى لارتكاب أبشع الجرائم دون أن يكون هناك رادع أو ضمير يقف بوجه اعتداءاته المتكررة…
المركز الصحفي السوري – ديانا مطر