بقلم الكاتب محمد فخري جلبي
تعد نوايانا الخطيرة تجاه التزاماتنا الأخلاقية والدينية هي السبب الرئيس في تقاعسنا عن أداء واجبنا تجاه المسجد الأقصى، بل وصل الأمر ببعض فئات الشعب العربي بتجاهل مجمل الأسباب التي أشعلت الاضطربات والصدامات الدموية على أعتاب المسجد الحزين.
وكأن الحكمة العليا تتضح في حرماننا من زيارة تلك الأراضي المقدسة ؟؟ لإدراك خالق الأسباب بأن النوايا التي تختزل صمتنا وجلوسنا غير المنطقي جراء تلك الانتهاكات الإسرائيلية لن تدعم موقف المقدسيين المرابطين أمام أبواب المسجد الأقصى بكل عنفوان الأرض الصلبة.
مما لاشك به، ستخرج بعض الأصوات المنددة بتلك الاتهامات المخجلة لتزعم بأنه لو استطعنا الوصول إلى هناك لمارسنا التضحية بأجمل صورها.
ولكي نخرج من دوائر التنظير والعتب والتخوين !! لنستمع إلى تصريح وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد إردان، الذي كشف النقاب عن أن سلطات الاحتلال نسقت مع دول عربية وإسلامية لنصب البوابات الإلكترونية قبالة المسجد الأقصى، لافتا إلى أن ذلك كان عبر اتصال مباشر مع بعضها أو عن طريق طرف ثالث مع الأخرى ؟؟
وذلك التصريح الناري من شأنه أن يلقي بالعديد منا في قفص الاتهام، ففي حال عدم تمكنك عزيزي المتعطش للدفاع عن الأقصى من خلال عدم مقدرتك على اجتياز الحدود العرببة الفاصلة بين المسلمين وأولى قبلتهم فالحري بك أن تحاسب نظامك العربي الفاسد الذي أرخى بظلال عمالته على اجتماعات اللجنة الأمنية الإسرائيلية التي قررت وضع البوابات الإلكترونية قبالة المسجد الأقصى !!
وهنا بالتحديد ستصاب بالوعكة العقائدية التي ستفقدك توازنك المخادع مع ضميرك المستلقي تحت أشعة النكران !!
فالمقدسيون وحدهم من تقلدوا وسام الشجاعة الأبدي فوق منصات الشرف العربي المفقود، وبالنسبة لنا تقلدنا أوسمة العار والخذلان بكبرياء لامثيل له ؟؟
إلا ذلك الكبرياء المصطنع الذي تستحوذه العاهرة بعد الانتهاء من جولاتها الليلية على ملاهي الأنظمة العربية، لتسجل ضمن مدونتها الرخيصة بأنها تقوم بأعظم عمل وطني على مر الأزمان العربية المصابة بوباء ( قلة الشرف ) !!
سحقا لنا … وهنيئا لهم !!
فالأقصى عارنا … والأقصى مجدهم !!
نمارس التطبيع عبر صمتنا … يمارسون الرفض بحجارتهم !!
فمن ادعى بأن العرب إخوان عند المحن ؟؟؟