لدغة واحدة فقط هي كل ما استلزمه الأمر لكي يُصاب رجل من امريكا الجنوبية بأحد الأمراض الاستوائية المخيفة.
لدغت بعوضةٌ الرجلَ ويُدعى ريموند منذ أكثر من 20 عاماً، وهكذا أُصيب بمرض ليمفاوي وعدوى طُفيلية تشتهر باسم داء الفيل، حسب تقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، الجمعة 13 مايو/ أيار 2016.
تورم شديد في الأطراف أو الأعضاء التناسلية
يُقاتل ريموند العدوى منذ ذلك الحين، وشاهد خلال ذلك ساقه اليُسرى تتورم وتصبح كقدم الفيل. تسبب الإصابة في شله عن الحركة تماماً، كما تم عرض حالته في إحدى حلقات انيمال بلانيت.
يستهدف المرض النظام الليمفاوي بجسم الانسان، وتحتاج اليرقات لمدة عام واحد حتى تنضج، وتتميز الإصابة بحدوث تورم شديد في الأطراف أو الأعضاء التناسلية.
ورغم أن معظم الناس المصابين بمرض طفيلي لا تتطور لديهم أي أعراض، إلا أنه يمكن للديدان إتلاف الكلى والغدد الليمفاوية حتى إن لم تظهر أي أعراض خارجية على المُصاب.
يُعتبر هذا المرض من “الأمراض المدارية المُهملة”. ويخضع رايموند حالياً للعلاج في ساو خوسيه ريو بريتو.
تمكنت العيادة التي يتعامل ريموند معها من الحد من حجم التورم في غضون أسابيع قليلة من طلبه للعون أول مرة، إلا أن الطريق لا يزال طويل أمامها.
تمتد المعركة مدى الحياة
لم يستطع الأطباء في العيادة أول الأمر لف الأدوات الطبية حول ساق رايموند لشدة تورمها. تقول جيريمي وواد أنه ما إن يُصاب المرء بداء الفيل، حتى تصعب السيطرة عليه.
وأضافت “في اعتقادي أن هذا هو أصعب ما في الموضوع، فبمجرد إصابتك بهذا المرض، سيُلازمك مدى الحياة.”
تم تأكيد حالات إصابة بهذا المرض في أفريقيا وأمريكا الوسطى والجنوبية وجنوب آسيا، وجزر المحيط الهادئ، ويستخدم الأطباء العقاقير الطاردة للديدان الطفيلية للتخلص منها في جسم المريض.
ولكن في حالات مثل حالة ريموند،الذي لم يسعى للعلاج فوراً، تمتد المعركة مدى الحياة.
وعلى سبيل الوقاية، وعلى الرغم من المخاطر للمسافرين سفراً طويل الأمد او العاملين الدائمين، يتم تشجيع السياح على استخدام انواع السبراي طارد الحشرات الذي يحتوي على DEET او ثنائي إيثيل تولواميد.
غالباً ما يترك داء الفيل المُصابين به يعانون من عجز وتورم مؤلم بأطرافهم يمنعهم من التحرك.
وبسبب استوطانها لدول العالم الثالث، فغالباً ما يترك داء الفيل العديدين في حالة يصارعون معها من أجل العمل.
ما هو داء الفيل؟
الاسم الطبي لداء الفيل “هو داء الخيطيات اللمفاوية”. وهو مرض استوائي يحدث عندما تنتقل الطفيليات إلى الإنسان عن طريق البعوض.
يتم وضع الطفيليات على جلد الشخص ومنه تدخل للجسم، ومن ثم تتجه إلى الأوعية اللمفاوية حيث تتطور إلى ديدان بالغة.
وتحدث هذه العدوى عادة في مرحلة الطفولة، ولكن لا تحدث أي تشوهات حتى سن البلوغ. ويمكن أن يسبب المرض إعاقة دائمة.
عادة ما ينتج التورم بسبب عدوى جرثومية تحدث بعد ان تفقد المناعة الطبيعية قدرتها على الدفاع عن الجسم نتيجة الضرر اللمفاوي الجزئي.
يمكن ان يتم إزالة الطفيليات من جسم الأنسان باستخدام العقاقير، ولكن إن تأخر العلاج بعد الإصابة بداء الفيل، قد تكون ثمة حاجة لعملية جراحية معقدة.