كشفت إحصائية لمنظمة حقوقية أن نسبة الأطفال الذين لجؤوا إلى أوروبا خلال عام 2015 تزيد على 25% من بين أكثر من مليون لاجئ قدموا للقارة العجوز.
وذكرت منظمة “أنقذوا الأطفال” الأميركية -المتخصصة بمساعدة الأطفال وتقديم بدائل تعليمية لهم بمناطق الأزمات- أن العدد الفعلي للأطفال اللاجئين الذين وصلوا لدول الاتحاد الأوروبي منذ بداية 2015 بلغ 256404 أطفال.
وتزامن تقديم المنظمة لإحصائيتها مع افتتاح أول قاعة “صديقة للأطفال اللاجئين” بمطار تيمبلهوف السابق بالعاصمة الألمانية برلين، والذي تحول إلى مركز مؤقت لاستقبال وإعاشة اللاجئين ويوجد فيه حاليا نحو 2300 لاجئ 40% منهم أطفال تحت 16 عاما.
احتجاز اللاجئين
واعتبرت المنظمة أن أعداد اللاجئين الأطفال لأوروبا تجاوز رقما غير مسبوق، مما يفرض على الدول الأوروبية تقديم مساعدة وحماية للوافدين الصغار الباحثين عن الأمان، ورأت أن تطوع أعداد كبيرة من الأوروبيين لمساعدة اللاجئين قابله عدم تقديم الاتحاد الأوروبي للكثير من المساعدة وحماية أطفال اللاجئين الذين غرق العشرات منهم.
وقالت مسؤولة القسم الإعلامي بالمنظمة، كريستي ماكنايل، إن العديد من المراكز الأولية لاستقبال اللاجئين لا تستوفي المعايير المتعارف عليها بالنسبة للغذاء والماء والرعاية الصحية.
وأوضحت -في حديث للجزيرة نت- أن أوضاع الأطفال اللاجئين مرشحة لمزيد من التدهور بعد دخول فصل الشتاء، وعبرت عن مخاوفها من تعرضهم للعنف والتعديات المختلفة والوقوع بقبضة تجار البشر.
ودانت ماكنايل النقاشات الأوروبية التي دارت الأيام الماضية في إطار إجراءات مواجهة موجات اللجوء، القاضية بوضع اللاجئين لأوروبا قيد الاحتجاز لمدة 18 شهرا لاستيفاء إجراءات أمنية بحقهم.
خطة مقترحة
واعتبرت المسؤولة بمنظمة “أنقذوا الأطفال” أن مثل هذا المقترح ينبغي أن يحول بكافة السبل دون وضع الأطفال اللاجئين قيد الاحتجاز الذي يعتبر خرقا صارخا لميثاق الأمم المتحدة للطفولة، ولفتت إلى أن أطفالا كثيرين أبلغوا عن تعرضهم خلال رحلة اللجوء لأوروبا للاحتجاز بسجون دول مروا بها بطريق البلقان.
واقترحت المنظمة على دول الاتحاد الأوروبي خطة لزيادة وتفعيل الرعاية المقدمة للاجئين الأطفال من خلال تأمين الحماية لهم، وضمان حقوقهم الفردية بالمأوى والطعام والعناية الصحية.
وطالبت بمراعاة مصلحة اللاجئين الأطفال وفق المعايير الدولية إذا ما تعلق الأمر بترحيل والديهم أو لمّ شمل أسرهم، وتسريع التوزيع المتفق عليه أوروبياً من إيطاليا واليونان لدول أوروبية أخرى، ومواكبة هذا التوزيع بآلية حماية خاصة للأطفال.
وحثت خطة المنظمة على ضمان طرق آمنة ومشروعة للجوء، وتطوير برنامج لمساعدة اللاجئين يشمل تأشيرات دخول إنسانية لهم والمرونة بإجراءات جمع شملهم بالدول الأوروبية التي وصلوا إليها.
المصدر : الجزيرة