قال رئيس جمعية الهلال الأحمر التركي كرم قنق، إن الجمعية تهدف إلى مساعدة 31 مليون شخص حول العالم خلال العام الجاري، مشددا على أن تركيا ليست أغنى دولة في العالم، إلا أنها الأكثر سخاء.
واستعرض “قنق” في مقابلة مع الأناضول بمقر الهلال الأحمر في العاصمة التركية أنقرة، جهود الجمعية خلال عام 2017، ومشاريعها لعام 2018.
وشدد على أن “2017 كان عاما ناجحا بالنسبة إلى الهلال الأحمر التركي، فقد ساعدنا 18.6 مليون محتاج في تركيا وخارجها”.
وتابع: “كانت لدينا ميزانية بقيمة 3.2 مليارات ليرة (حوالي 850 مليون دولار) لعام 2017”.
ومضى موضحا: “استخدمنا نحو 80 % من الميزانية، أي قرابة 2.6 مليار ليرة (700 مليون دولار) لأغراض المعونة الإنسانية، وقدمت الجمعية مساعدات لـ 13 مليون محتاج في 46 دولة عام 2017”.
وأضاف “قنق” أن الهلال الأحمر التركي يهدف إلى “تقديم مساعدات إنسانية لأكثر من 31 مليون شخص العام الجاري، بميزانية تبلغ 5.5 مليارات ليرة (حوالي 1.5 مليار دولار).
ـ التبرع بالدم وبطاقة “كيزيلاي”
وعن التبرعات الحيوية للجمعية، قال رئيس الهلال الأحمر التركي إن “نحو 2.5 مليون شخص تبرعوا بالدم في 2017، وحققنا هدفنا ذلك العام، ونهدف إلى أن يكون لدينا أكثر من 2.5 مليون متبرع في 2018”.
وأردف: “تلقينا أيضا حوالي 274 ألف تبرع بالخلايا الجذعية، وقمنا بأكثر من 500 عملية زرع أعضاء”.
ومن بين أهم البرامج في الهلال الأحمر هي بطاقة المعونة “كيزيلاي” (الهلال الأحمر)، وهي بطاقة سحب آلي خاصة باللاجئين.
وتُمكّن بطاقات السحب الآلي اللاجئين من التسوق عبر ماكينات نقاط البيع التابعة لبنك “خلق” التركي، وسحب الأموال من أجهزة الصراف الآلي.
وقال “قنق”: “لدينا 1.3 مليون حامل لبطاقة كيزيلاي، ونحو 95 % من حاملي هذه البطاقات هم من اللاجئين السوريين، وتوجد جنسيات أخرى من 65 دولة مختلفة. وتساعد تلك البطاقات حامليها على اختيار وشراء ما يريدونه”.
ومضى قائلا: “وقعنا اتفاقا بقيمة 650 مليون يورو مع مسؤولين أوروبيين لتمويل بطاقة كيزيلاي عامي 2018 و2019”.
وتستضيف تركيا عددا من اللاجئين السوريين أكثر مما يستضيفه أي بلد آخر في العالم، وأنفقت أكثر من 20 مليار يورو من مواردها لمساعدة اللاجئين وإيوائهم، منذ بدء الحرب في سوريا عام 2011.
** مشروعات 2018
وبشأن خطط الجمعية لعام 2018، قال رئيس الهلال الأحمر إنهم يهدفون إلى مواصلة مساعدة المحتاجين والمضطهدين في العالم.
وتابع: “أحد أهدافنا الرئيسية في 2018 هو الوصول إلى 10 ملايين مواطن تركي، وتوفير برامج تعليمية لهم”.
وأوضح “قنق” أن الجمعية تخطط عام 2018 بالتعاون مع وكالة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (أفاد)، لبناء منازل مسبقة الصنع في بنغلادش لـ 125 ألف لاجئ من مسلمي الروهنغيا، وهم أحد أكثر الجماعات المضطهدة في العالم، حيث فروا من حملة العنف والاضطهاد في ميانمار.
وتابع: “إننا نبني أيضا أكبر مركز للكوارث والمساعدات الإنسانية في (قطاع) غزة بفلسطين”.
وتعاني غزة، حيث يعيش قرابة مليوني نسمة، أوضاعا معيشية وصحية متردية للغاية، جراء حصار إسرائيل للقطاع منذ أكثر من عشر سنوات، في أعقاب فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتخابات التشريعة الفلسطينية.
** الأوضاع في عفرين
وتبذل الجمعية التركية جهودا مكثفة لتلبية احتياجات الفارين من عنف التنظيمات الإرهابية في منطقة عفرين بريف حلب شمالي الجارة سوريا.
ومنذ 20 يناير / كانون الثاني الماضي، تواصل القوات المسلحة التركية والجيش السوري الحر ضمن عملية “غضن الزيتون”، استهداف المواقع العسكرية لتنظيمي “ب ي د / بي كا كا” و”داعش” الإرهابيين في عفرين، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أي أضرار.
وقال “قنق”: “نقوم بعمل متعدد الأبعاد لتلبية الاحتياجات الإنسانية قدر المستطاع. وتم إنشاء مخيمات جديدة للنازحين، لاستيعاب تدفق موجات النزوح من عفرين إلى أعزاز وإدلب (بسوريا)، وذلك بالتنسيق مع وكالة أفاد”.
وأضاف: “نقدم الغذاء والمأوى.. قمنا ببناء المدارس ومصليات.. ونقدم خدمات الرعاية الصحية”.
ومضى قائلا: “في إطار عملية غصن الزيتون، ندعو منظمة ي ب ج (الإرهابية) والنظام السوري إلى إجلاء قرابة 320 ألف مدني من عفرين”.
وشدد على أنه “يجب السماح للمدنيين بالانتقال إلى حلب وتل رفعت وأعزاز وإدلب.. وإذا لم يتم ذلك فإننا نشعر بالقلق إزاء إمكانية وقوع خسائر بين المدنيين”.
** الاتحاد الدولي وزيارة الفاتيكان
وتحظى جهود جمعية الهلال الأحمر التركي بتقدير إقليمي ودولي كبير.
وقال رئيس الجمعية: “تم انتخابي في أنطاليا (جنوب غربي تركيا) نوفمبر / تشرين الثاني الماضي، نائبا لرئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر في أوروبا”.
واستضافت أنطاليا في هذا التاريخ أعمال الجمعية العامة للاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر (IFRC)، الذي تأسس في مدينة جنيف السويسرية عام 1919.
وأوضح: “حصلنا على 116 صوتا من أصل 189، فيما حصل المرشح الآخر وهو الألماني فولكمار شون على 60 صوتا، وسأكون مسؤولا عن 53 دولة في المنطقة الأوروبية”.
وأضاف “قنق” أنه “في ظل هذا الواجب الجديد ستتاح لنا الفرصة لنقل نهج تركيا والهلال الأحمر إلى أوروبا، وسنبذل قصارى جهدنا لوقف المعاناة الإنسانية”.
وقال إنه بصفته نائبا لرئيس جمعيات الصليب والهلال الأحمر، زار عواصم أوروبية خلال الشهرين الماضيين.
وأردف: “لقد استقبلنا البابا فرنسيس في 28 يناير / كانون الثاني الماضي في الفاتيكان مع رئيس الاتحاد فرانسيسكو روكا، وكان الاجتماع مع البابا مهما للغاية في وقت يشهد فيه العالم استقطابا متناميا”.
وتابع: “قبل الزيارة سألت متابعيّ على تويتر عن أي نوع من الهدايا يجب أن أقدمه لأحد قادة العالم المهمين جدا، فأجابوا بأفكار مثل السجاد العثماني والمشمش وخريطة بيري ريس وغيرها.. ولاحقا توصلنا إلى توافق في الآراء على ساعة عثمانية”.
وأضاف: “قدمت للبابا ساعة تعود إلى العصر العثماني، وهي ترمز إلى الحقيقة والوحدة والمعرفة والتنوير والذكاء والحكمة والإنسانية والعمل والعدالة والأخلاق والحضارة والسلام، وقد سعد بهديتنا وشكرنا عليها”.
ومضى رئيس الهلال الأحمر التركي قائلا: “نحاول إيصال أصوات الصامتين، وأن نكون ممثلين لها، ونساعد بروح إنسانية بحتة ونلتزم بالقانون”.
وختم “قنق” بقوله: “أعتقد أن جهودنا ستساهم في حل النزاعات وحماية كرامة الناس.. نحن لسنا أغنى دولة في العالم، ولكن الحمد لله، نحن البلد الأكثر سخاء.. هذه هي نقطة التميز”.
الاناضول