من مسجد بني أمية الكبير، هذا المسجد الذي انطلقت من على بعد أمتار منه، أولى صيحات الحرية والكرامة في سوريا، يطلّ اليوم رأس النظام السوري، مع سدنة معبد الخوف، مشايخ النظام، ليبرر القتل، ويدفن رأسه في أحقاد طائفية ظاهرة، مدعياً الاحتفال بالمولد النبوي.
مازال الأسد، يختبئ تارة بين صفوف القوميين مناديًا بالوحدة، وأخرى بين صفوف الماركسيين مناديًا بالاشتراكية، ومراتٍ خلف صفوف المتدينين، محتفلاً في الموالد النبوية، ومهنئاً في صلوات الأعياد.
في حين يصف أدعياؤه، ومن حوله من رجال الدين، أنّ الذين خرجوا من ذات المساجد، جباههم لا تعرف السجود.
ومن الجامع الأموي الكبير، ينبش الأحقاد الطائفية برفقة ثلّة من مهرجيه، وعلى خطوات من مقام رأس “الحسين”، مازال يدعو الأسد إلى صراع طائفي بغطاء سياسي، بحجة الحرب الكونية التي تحاك ضدّه، ليحافظ على حكم توارثه عن انقلاب أبيه، في مثل هذه الأيام قبل خمسة عقود.
https://www.facebook.com/syrianpresscenter/videos/603403098034883
مازال يغذّي الكراهية بين الطوائف الإثنية والعرقية، التي لم تشهد سوى السلام قبله، مستعيناً بميلشيات طائفية من لبنان والعراق وجيوش نظامية من إيران، تتخذ من العواطف الدينية، أقنعة لها في سبيل استعادة أوهامهم، بتجييش الجماهير التي لم تقرأ التاريخ إلا من خلال أوهامها.
ولعله من المستغرب، بل من المخجل، أن تظلل الشعارات الطائفية الصراعات السياسية الراهنة، وتستعيد خلافات وأحقاداً قبل أربعة عشر قرناً، ثم خبت وتلاشت فامتشقوها سلاحاً ليبرروا قتلهم وحروبهم على شعب أعزل _استنكر عليه أدعياء الثقافة في النظام _خروجهم من مساجد وجوامع، شبيهة للجامع الذي يحتفل فيه، وتوزع الحلوى على دماء الأطفال والشيوخ والنساء، أو ربما على النصر الذي يدعيه في حرب تشرين، عندما ذهب ليحرر الجولان فعاد بالقنيطرة مهدمة.
إنها لجريمة أن يحتفل هؤلاء القتلة، بمولد نبي الرحمة والمحبة والسلام، يحتفلون على أنقاض الحارات التي هدمتها آلة حربهم ولا تبعد رمية حجر عن جامع بني أمية الكبير.