لن ينس مسلمو الأرض ذكرى حرب الإبادة التي كانت شاهداً جلياً على جرائم أوربا، الذكرى العشرون لآلام علت أجساد المسلمين وأزهقت أرواح 300 مسلم واغتصبت فيها ألف امرأة وطفلة عداك عن تهجير أكثر من مليون ونصف منهم، تاركين خلفهم مآسي وجراح لا يمكن أن تمحى من ذاكرتهم الدفينة حتى آخر يوم في حياتهم.
والسؤال المطروح اليوم للعالم أجمع هل في بلاد الشام إعادة للسيناريو نفسه؟! حملة على “الإرهاب” أم على المسلمين السنة؟ّ
لقد عانى أهالي البوسنة الأمرين من حرب شنت عليهم فقط كونهم ينتسبون للإسلام الدين غير المرغوب به في دول تدعي الحضارة والحريات، كانت حرباً مأساوية شنيعة بمعنى الكلمة، قتل ودمار وحصار وتجويع، ومع رفض أوربا التدخل بالحجة الخرافية أنها “حروب أهلية” قويت شوكة الصربيين وصبوا جام غضبهم على المسلمين حيث طال حقدهم لهدم المساجد وتم هدم 800 منهم رغم قدم بنائهم وتاريخهم المشهود.
وطبعاً تدخل الأمم المتحدة لم يغني عن شيء لأنها لم تسعى لحل جزري يساعد الأهالي بالتخلص من الأوجاع وتساهم في الحفاظ على سلامتهم، فقط وضعت بوابين على مداخل المدن الإسلامية، لكنها كانت تحت الحصار والنار لم تمنع من الإبادة والألم وكأنها تضحك على عقولهم التي شبعت من الخذلان والتواطؤ.
قتل الأطفال بدون ذنب فذنبهم الوحيد كونهم مسلمين ، وسومت النساء المسلمات على شرفهن من أجل لقمة طعام لا تغني عن شيء
حوصرت المدن سنين لم يتوقف القصف لحظة لم تكن المساعدات لتصل إليهم بوجود الصرب المسيطرين بقوة البطش والهمجية
تآمر عليهم الكتائب وضغطوا عليهم لتسليم أسلحتهم، مقابل أمان زائف وكما يقال “الغريق بيتعلق بقشة” رضخ المسلمون بعد عذاب وأوجاع فاقت الوصف، وكانت مجزرة رهيبة بعزل الذكور عن الإناث وجمعوا 1200 من الذكور (صبيانا ورجالاً) وتم ذبحهم كالنعاج ومثلت بجثثهم البريئة.
وها نحن اليوم نشهد حرباً مشابهة رغم طول السنين على الأولى واختلاف الزمان والمكان، لكن كانت في نفس القالب المزعوم “الحرب على “الفكر الإسلامي والسنة”
حرب على بلاد الشام أرض المحبة والسلام، حرب غيرت من معالم المنطقة وشردت الملايين من سكانها، ناهيك عن استبدالهم بأفراد وعائلات لا تمت للوطن بصلة، حصار وسياسة الجبن والتجويع هدم بقصف بربري لا يبقي على أحد ويمحو ذاكرة وطن
حرمان من كل الحقوق البشرية رافقه صمت مميت لمن بات يشاهد الآلام ويرقص على أنغام الآهات فيها.
ولدى جولتي في أحياء حلب المدمرة شاهدت أبي سامر (47 عاماً) وهو يحاول انتشال بعض الحاجيات التي كانت مطمورة من ركام علت حجارته عنان السمان في محاولة غير مجدية وهو يقول “حسبي الله على كل ظالم وعلى كل متآمر سعى للحال الذي نحن فيه.. فليصمتوا ويكفوا عن كذبهم في القضاء على الإرهاب والمسلمين.. هم فقط يعرضون عضلاتهم وقوتهم على شعب ضعيف لا يملك من أمره شيئاِ.. لتسقط أسطورتهم ويحيا حبنا للوطن”.
المركز الصحفي السوري- بيان الأحمد