كتبت ريبيكا كيل في موقع “ذا هيل” الذي يغطي شؤون الكونغرس مقالا تحت عنوان “العلاقات الأمريكية-السعودية “دخلت منطقة مجهولة”، قالت فيه إن الانقسام في النظرة للسعودية بين البيت الأبيض والكونغرس قد توسع في الأسابيع القليلة الماضية إلى فجوة كبيرة، بشكل أثار أسئلة حول مستقبل العلاقات الأمريكية – السعودية. وهبطت مكانة السعودية في الكابيتال هيل بشكل كبير حيث يحضر مجلس الشيوخ لإرسال رسالة توبيخ للمملكة ولدونالد ترامب. إلا أن إدارة الرئيس تواصل التعامل مع العلاقات باعتبارها حيوية لخطط الشرق الأوسط خاصة الضغط على إيران. وهناك بعض الشيوخ من يرى أهمية السعودية في مواجهة طهران حتى لو وافقوا على معاقبتها لمقتل الصحافي جمال خاشقجي.
“ذا هيل”: الانقسام في النظرة للسعودية بين البيت الأبيض والكونغرس قد توسع في الأسابيع القليلة الماضية إلى فجوة كبيرة، بشكل أثار أسئلة حول مستقبل العلاقات الأمريكية – السعودية.
وبوجود هذه الأراء المتنافسة فإن الحديث عن قطع العلاقات بشكل كامل مع السعودية غير محتمل. ولكن ترامب سيجد صعوبة في التعامل مستقبلا مع الرياض، بشكل يربك الجانبين. وتنقل الكاتبة ما قاله السفير الأمريكي السابق في اليمن والزميل في معهد الشرق الأوسط، جيرالد فيرستين “أقول إن السعوديين سيشعرون، ومن المحتمل، بالإحباط. وسيظل التعاون والتنسيق قائما في الشؤون النافعة للطرفين إلا أن برودا سيحصل في العلاقات”. وسيصوت مجلس الشيوخ في هذا الأسبوع على مشروع قرار يدعو إلى سحب القوات الأمريكية التي “تؤثر” على الحرب الأهلية في اليمن إلا في حالة قتالها تنظيم القاعدة هناك. ويستهدف القرار الدعم الأمريكي للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن. وحظي المشروع بزخم من الشيوخ الذين شعروا بالذعر لمقتل جمال خاشقجي ورد إدارة ترامب على الجريمة. وخرج الشيوخ الذين استمعوا لإحاطة مديرة المخابرات جينا هاسبل للمجلس الأسبوع الماضي مقتنعين بأن ولي العهد محمد بن سلمان متورط في مقتل الصحافي. ويقول الداعمون للقرار وبثقة إن لديهم 51 صوتا ضروريا لتمرير القرار رغم وجود عدد من الأمور الإجرائية يجب تجاوزها أولا. فالقرار لن يصبح قانونا، كما أن مجلس النواب الذي سيحصل على إحاطة هذا الأسبوع عن السعودية لم يعبر عن التزام لترحيل الأمر للعام الماضي. وهدد ترامب بممارسة الفيتو ضد القرار. لكن فيرستين، السفير السابق أن مجرد الوصول إلى هذه النقطة يعد أمرا مثيرا للدهشة مضيفا أن السعوديين “يعانون منذ سنوات عدة من مشاكل علاقات عامة في واشنطن” و “أعتقد أن مقتل خاشقجي بلور عددا من هذه المشاكل للكثيرين”. فأول إشارة عن تراجع الموقف السعودي في واشنطن جاءت في عام 2016 عندما مرر الكونغرس قانونا سمح لعائلات 9/11 بمقاضاة المملكة، وأقر القانون رغم الضغوط المكثفة للسعودية والتي قامت بها شركات العلاقات العامة بالنيابة عنها. وتأثرت مواقف المشرعين من السعوديين في السنوات القليلة الماضية مع تورط المملكة في الحرب اليمنية التي تدخلت فيها عام 2015. وحمل التحالف مسؤولية قتل المدنيين بسبب الغارات الجوية التي شنها وأدت الحرب إلى المجاعة ووباء الكوليرا.
“ذا هيل”: مع تزايد عدد القتلى المدنيين زاد عدد المشرعين الغاضبين من سلوك السعودية. إلا أن الحادث الذي وضع العلاقات على حافة الانهيار كان جريمة مقتل الصحافي خاشقجي.
ومع تزايد عدد القتلى المدنيين زاد عدد المشرعين الغاضبين من سلوك السعودية. إلا أن الحادث الذي وضع العلاقات على حافة الانهيار كان جريمة مقتل الصحافي خاشقجي. فبعد ظهور مديرة “سي آي إيه “ أمام مجلس الشيوخ قال السناتور الجمهوري عن ولاية ساوث كارولينا ليندسي غراهام إن “العلاقات تستحق الإنقاذ ولكن ليس بأي ثمن” وليس بوجود ولي العهد الذي وصفه “بكرة الهدم”. وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، السناتور الجمهوري عن تينسي، بوب كوركر إن السعوديين يكتشفون أنهم خسروا الكونغرس ولسنوات قادمة. وفي الوقت الذي يواصل فيه مجلس الشيوخ هجومه على السعودية وضغوطه على الإدارة يواصل المسؤولون فيها بالتأكيد على أهمية العلاقات معها. ففي بيان أثار دهشة الجميع الشهر الماضي قال الرئيس إن ولي العهد “ربما كان يعرف أو لا يعرف” بجريمة قتل خاشقجي. وتعهد في بيانه للحفاظ على العلاقات مع السعودية والثبات على الشراكة معها. وتحدث الأسبوع الماضي جنرالان عن أهمية العلاقات الدفاعية بين البلدين. وقال الجنرال كينيث ماكنزي، الذي رشحه ترامب لقيادة القيادة المركزية، أمام لجنة في مجلس الشيوخ “إن قدرتنا على المشاركة ودفع” محادثات السلام في اليمن “تقتضي أن نكون على تواصل” مع السعودية وكذا الإمارات العربية المتحدة. وتحدث الجنرال جوزيف دانفورث، رئيس هيئة الأركان المشتركة في مناسبة نظمتها صحيفة “واشنطن بوست” التي عمل لها خاشقجي، عن العلاقة التاريخية “القوية” مع السعودية. وقال “لا تختلف السعودية عن أي دولة أخرى من كونها علاقات عسكرية-عسكرية نقيمها مع دولة بعينها وترشدها سياستنا” مضيفا “لم يكن هناك أي تغير في سياستنا فيما يتعلق بالسعودية والتي تقوم عليها علاقتنا العسكرية-العسكرية حتى الآن ولو تغيرت السياسة فعندها تتغير علاقتنا العسكرية – العسكرية بناء على ذلك”. وأضاف “تاريخيا لدينا علاقات عسكرية – عسكرية قوية مع السعودية” و”هناك حقيقة تاريخية وهي أن مساهمة السعودية لأمن واستقرار الشرق الأوسط مهمة وقد تعاملنا مع هذه الحقيقة”. وهناك من الشيوخ عبروا عن قلقهم من أن الولايات المتحدة ستحتاج السعودية في المعركة ضد إيران وذلك عندما ينجلي غبار المعركة عن هذه المعركة في الكونغرس. وقال جون كرونين، السناتور الجمهوري عن تينسي محذرا من رفع الراية البيضاء لإيران في اليمن، معترفا بالوقت نفسه بوجود توتر في العلاقات الأمريكية-السعودية وليس من السهل حله. وقال “أعتقد أيضا أنه من الخطأ تخريب العلاقات مع السعوديين” و “علاقة لا تقوم على الصداقة بقدر ما بنيت على المصالح المشتركة ومحاربة التطرف في الشرف الأوسط ومواجهة التهديد الإيراني”.
نقلا عن القدس العربي