خلص مقال مهم للكاتب الصحفي البريطاني المعروف ديفيد هيرست إلى نتيجة مفادها أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واهم باعتقاده أنه من الممكن أن ينجح في إخضاع مدينة حلب السورية كما أخضع من قبلها العاصمة الشيشانية غروزني، مستبعداً سقوط مدينة حلب التي تمثل واحدة من أهم ثلاث تجمعات للسنة في المنطقة العربية.
وقال هيرست في مقاله الذي ترجمته “عربي21” إن “حلب ليست غروزني، حيث لا تقع على أطراف السهول الروسية، بل هي واحدة من ثلاث مدن سنية رئيسة مع بغداد والموصل”، مضيفاً: “يفترض بوتين أن سقوط حلب نقطة مفصلية في الحرب الأهلية، إنه يفترض أن سقوط مدينة سنية بأيدي مليشيات شيعية يسيطر عليها النظام وقوى أجنبية أخرى، هي حزب الله وإيران، سيشكل النهاية بالنسبة للثوار السوريين”.
ويتابع الكاتب: “لو نظرنا إلى التاريخ الحديث لحلب وحمص والموصل والفلوجة والرمادي، نجد أن هذه المدن سقطت وتمت استعادتها عددا من المرات تزيد على المرات التي اجتمع فيها بوتين والرئيس الأمريكي باراك أوباما، فمحدودية القوة الحركية للقوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية في العراق تنطبق على القوات الروسية والإيرانية وحزب الله”، وذلك في إشارة إلى فشل القوات الأمريكية والغربية بعد احتلال العراق في إخضاع هذه المدن.
ويؤكد هيرست أنه في حال فشلت روسيا في تحقيق ضربة قاضية سريعة للثوار السوريين، وهو ما يظن بوتين أن بإمكانه فعله، فإن هذا يعني أن عليه التفكير على المدى البعيد، لأنه ليس لديه اقتصاد يتحمل تدخلا في دولة أجنبية على المدى الطويل، ولم ينجح بوتين ومن حوله من الأقلية الحاكمة في روسيا في فطم الاقتصاد الروسي عن دخل النفط والغاز.
ويصل هيرست في مقاله إلى خلاصة مفادها أنه “ليس بإمكان روسيا أو إيران أو النظام الطائفي في دمشق، الذي خاض حربا قتل فيها 470 ألفا من مواطنيه، وحول 4.8 ملايين منهم إلى لاجئين، الانتصار في بلد أغلبيتها من السنة، تدعمهم قوتان إقليميتان، هما تركيا والسعودية”.
عربي 21