دير الرمان أو الأرض المنخفضة هي تسميات قديمة أطلقت على مدينة دير الزور التي تقع شرق سوريا بالقرب من الحدود العراقية والتي يقسمها نهر الفرات إلى شطرين غربي وشرقي وتشتهر بعراقتها وأصالتها .
دير الزور كأخواتها من المدن السورية ثارت في وجه بشار الأسد ونظامه والذي أكثر من القتل وسفك الدماء فيها, وذاقت طعم الحرية في سنوات من الثورة وتلوّن فراتها بلون دماء الشهداء,, والمقابر الجماعية في أحياء الجورة والحويقة تشهد على إجرام نظام الأسد.
خرج أبناء دير الزور إلى الساحات والشوارع في شهر آذار عام 2011, ليُسقط المتظاهرون الأحرار شعارات النظام وتماثيل حافظ الأسد, وكانت أكبر مظاهرة في المدينة في جمعة أحفاد خالد في الثاني والعشرين من تموز عام 2011, |إلا أن قوات النظام ومخابراته بدأت بقتل المدنيين والمتظاهرين واعتقلت الآلاف منهم, واقتحمت المدينة لتبدأ بتصفية كل من خرج في المظاهرات.
وفي عام 2012 تمكن الجيش الحر من السيطرة على أجزاء واسعة من المدينة, إلا أن وجود تنظيم الدولة تنامى, والذي توسع في العراق وسوريا وسيطر على كامل المناطق التي سيطر عليها الحر بدير الزور لتنتهي سيطرة الجيش الحر هناك عام 2014 ويبقى النظام مسيطراً على مطار المدينة وبعض الأحياء القريبة ومقر اللواء 137 فيما فرض التنظيم السيطرة الكلية هناك.
وفي أيلول عام 2017 تمكنت قوات النظام من فك الحصار عن مطار دير الزور واللواء 137 غرب المدينة, لتعود قوات النظام وتشن هجوماً على مواقع تنظيم الدولة داخل المدينة وتسيطر على شطر المدينة الغربي في نهاية تشرين الأول من العام 2017 فيما سيطرت على الشطر الشرقي في تشرين الثاني.
ومنذ ذاك اليوم لاتزال المدينة تحت حكم الأسد الذي أرهق أهلها بالقتل والتدمير بمساندة الحرس الثوري الإيراني, تلك المدينة التي احتلها البريطانيون عام 1919 ليقوم شعبها بثورة ضدهم وتتحرر ليعود الفرنسيون في عام 1921 لاحتلالها مع بقية المدن السورية .
ويبقى أهالي دير الزور يعشقون الحرية فهم لم ولن ينسوا دماء شبابهم وأطفالهم ونسائهم التي أزهقها الأسد ونظامه في نهر الفرات.
المركز الصحفي السوري_خاطر محمود