عقد “المجلس الأعلى للدفاع” في لبنان اجتماعًا طارئًا لبحث التصعيد العسكري الأخير مع الاحتلال الإسرائيلي.
وحذر رئيس الوزراء اللبناني، حسان دياب، اليوم الثلاثاء 28 من تموز، في أثناء الاجتماع من “انزلاق الأمور نحو الأسوأ”، داعيًا إلى “الحذر” في الأيام المقبلة.
وعقد الاجتماع في قصر “بعبدا” (القصر الجمهوري اللبناني) برئاسة رئيس الجمهورية، ميشيل عون، بعد اجتماع ثنائي بين عون ودياب.
وقال دياب إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتدت على سيادة لبنان، وخرقت القرار “1701” عبر ما وصفه “بالتصعيد العسكري الخطير”، متهمًا إسرائيل بالدفع لتعديل مهام قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، “اليونيفيل”، وقواعد الاشتباك.
وشهدت الحدود اللبنانية الجنوبية أمس الاثنين، 27 من تموز، تصعيدًا عسكريًا، وأطلقت قوات الاحتلال قذائف مدفعية، رافقها تحليق مكثف للطيران الحربي، بعد إسقاط طائرة استطلاع تابعة له داخل الأراضي اللبنانية.
ونشر دياب سلسلة تغريدات عبر “تويتر”، قال فيها إن “عقل إسرائيل عدواني”، مطالبًا الأمم المتحدة بإدانة الاعتداء الإسرائيلي وفرض تطبيق القرار “1701”.
اشتباك “كلامي” عقب التصعيد العسكري
واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، “حزب الله” اللبناني بمحاولة التسلل عبر الحدود، معتبرًا أنه “يلعب بالنار”، وهو الأمر الذي نفاه الحزب.
وخلال خطاب تلفزيوني من مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب، أمس 27 من تموز، وجه نتنياهو ووزير دفاعه، بيني غانتس، تحذيرًا إلى “حزب الله” بأن الرد على أي هجمات من قبله سيكون شديدًا جدًا.
واعتبر نتنياهو أن “حزب الله” يحاول توريط لبنان، وأن أمين عام الحزب، حسن نصر الله، كبّد لبنان ثمنًا باهظًا جراء هجماته التي نفذها ضد إسرائيل، ناصحًا إياه بعدم تكرار ذلك.
من جهته، نفى “حزب الله” في بيان له حدوث أي اشتباك أو إطلاق نار من قبله، قرب الحدود اللبنانية- الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن “إطلاق النار كان من طرف واحد وهو الجانب الإسرائيلي”.
وجاء في بيان الحزب أن “كل ما تدعيه وسائل إعلام العدو عن إحباط عملية تسلل من الأراضي اللبنانية إلى داخل فلسطين المحتلة، وكذلك الحديث عن سقوط شهداء وجرحى للمقاومة في عمليات القصف التي جرت في محيط مواقع الاحتلال في مزارع شبعا، هو غير صحيح على الإطلاق، وهو محاولة لاختراع انتصارات وهمية كاذبة”.
ما هو “المجلس الأعلى للدفاع”
ويتألف “المجلس الأعلى للدفاع” من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، ووزراء الدفاع والخارجية والمالية والداخلية والاقتصاد، بحسب الموقع الرسمي للمجلس.
ويقرر المجلس “الاجراءات اللازمة لتنفيذ السياسة الدفاعية كما حددها مجلس الوزراء”، على أن تبقى القرارات سريّة.
كما يتناول المجلس قضايا تتعلق بالخدمة العسكرية والتجنيد الإجباري، والتعبئة التربوية وتعبئة النشاط الاقتصادي بفروعه المالية والتجارية والصناعية والزراعية.
كذلك يشمل عمله تعبئة النشاط الصحي والطبي، والتعبئة العامة للدولة والمواطنين وخاصةً الدفاع المدني، وتعبئة نشاطات الارشادات والتوعية.
ما هي “اليونيفيل”؟
وأنشئت “اليونيفيل” وفقًا لقراري مجلس الأمن الدولي “425 و426” في شهر آذار 1978، وذلك “لتأكيد انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب” و”إعادة السلم والأمن الدوليين” و”مساعدة الحكومة اللبنانية على بسط سلطتها الفعلية في مناطقها”، بحسب الموقع الرسمي لـ”اليونيفيل”.
وفي عام 2006، عدل مجلس الأمن الدولي مهام “اليونيفيل”، وأضاف مهامًا جديدةً تتعلق بـ”رصد وقف الأعمال العدائية”، و”مرافقة ودعم القوات المسلحة اللبنانية خلال انتشارها في جنوب لبنان على طول الخط الأزرق بينما تسحب إسرائيل قواتها”.
كما تنسق “اليونيفيل” هذه الأنشطة بين حكومتي لبنان والاحتلال الإسرائيلي، مع نقديم مساعدتها لضمان وصول المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين، والعودة الطوعية والآمنة للنازحين.
كما تساعد “اليونيفيل” القوات المسلحة اللبنانية على “اتخاذ خطوات لإنشاء منطقة خالية من أي عناصر مسلحة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني ولا تتبع للحكومة اللبنانية”.
بالإضافة إلى “مساعدة الحكومة اللبنانية بناءً على طلبها في تأمين حدودها لمنع دخول الأسلحة إلى لبنان دون موافقته”.
نقلا عن عنب بلدي