الرصد السياسي ليوم الأحد ( 10 / 4 / 2016)
يصل اليوم المبعوث الدولي، ستيفان دي ميستورا، إلى دمشق للقاء وزير خارجية نظام الأسد وليد المعلم تمهيداً لاستئناف المفاوضات السورية في جنيف الأربعاء المقبل.
من جهة أخرى، كشفت صحيفة “الحياة” عن إحدى مسودات إجابات الهيئة التفاوضية العليا المعارضة عن 29 سؤالاً وجهها دي ميستورا.
وتمسكت المعارضة بتشكيل هيئة حكم انتقالي تتمتع بصلاحيات كاملة وحل مجلس الشعب، إضافة إلى تشكيل مؤسسات تنفيذية تابعة للهيئة الانتقالية، بينها مجلس أمن وطني يشرف على إصلاح الجيش وأجهزة الأمن.
“الهيئة العليا” توافق على إجراء مفاوضات مباشرة مع النظام
أعلن المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات، رياض نعسان آغا، عن إمكانية تفاوض المعارضة بشكل مباشر مع وفد النظام في مؤتمر جنيف المقرر عقده في 13 نيسان.
وفي حديثه لوكالة نوفوستي الروسية، اليوم الأحد 10 نيسان، قال آغا إن الهيئة تعتزم بحث مسألة الحكم الانتقالي، ومصير رئيس النظام بشار الأسد في المحادثات المقبلة.
وأشار آغا إلى أن الهدف من المفاوضات هو إطلاق الحوار بين الأطراف السورية، لتنسيق صيغة حكومة الوفاق الوطني كهيئة للحكم الانتقالي، والتي ستعدّ دستورًا جديدًا للبلاد وتطرحه على السوريين للبت به.
من جانبه قال عضو في مجلس النواب الروسي، الكسندر يوشينكو، إن دمشق أعلنت استعدادها للدخول في حوار مباشر مع المعارضة في جنيف، على أساس الحفاظ على الدولة والسيادة والاستقلال.
المعارضة: وقف الأعمال القتالية على وشك الانهيار
جددت العضو في وفد الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة السورية، بسمة قضماني، قولها إن اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا “على وشك الانهيار”، وذلك قبل أيام من استئناف مفاوضات السلام في جنيف.
وصرحت قضماني في مقابلة مع صحيفة “جورنال دو ديمانش” بأن “الأيام العشرة الأخيرة شهدت تدهوراً خطيراً جداً، وأن الهدنة على وشك الانهيار”، مشيرة إلى أن “استخدام البراميل المتفجرة استؤنف”. كما اعتبرت أن “المهمة الأميركية الروسية لمراقبة وقف إطلاق النار عاجزة”.
وأكدت قضماني تمسك المعارضة بهيئة حكم انتقالية بسلطات كاملة بما فيها سلطات بشار الأسد، في وقت لا يتحدث فيه النظام إلا عن حكومة وحدة وطنية مع بعض المعارضين، مضيفة أن “لا أحد يعرف كيف ستتم المصالحة بين الرؤيتين”.
وفد الهيئة العليا يتوجه إلى موسكو للقاء بوتين وبحث الحكومة العسكرية!
قالت مصادر عربية مواكبة لتحركات نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لأورينت نت إن وفدا من المعارضة السورية يضم للمرة الأولى ممثلين عن الهيئة العليا للمفاوضات سيتوجه الى موسكو هذا الشهر للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين .
وأكدت المصادر إن هذا اللقاء تم التوصل إلى اتفاق بشأنه خلال جولة نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف التي قادته إلى كل من القاهرة والدوحة والتقى خلالها ممثلين عن مجموعة القاهرة ومجموعات أخرى.
وأضافت المصادر أن بوغدانوف لم يلتق ممثلين عن الهيئة العليا رغم وجود الدكتور رياض حجاب في الدوحة في اليوم الذي وصل فيه بوغدانوف إليها بسبب رفض حجاب الاجتماع مع المسؤول الروسي مما سبب انزعاجا في موسكو , ولكن اتصالات عربية قادت إلى إقناع الهيئة بإرسال ممثل عنها الى موسكو للاجتماع مع الرئيس بوتين .
المصادر ذاتها أكدت أن الهيئة أو على الأقل القوى المؤثرة داخلها وافقت على هذا اللقاء كونه مع الرئيس بوتين نفسه وليس نائب وزير خارجيته مما قد يسهل المفاوضات , وقد اختارت الهيئة حلا مأمونا من خلال ارسال بعض الشخصيات منها إلى موسكو وليس وفدا منفصل حتى اذا جاءت النتائج غير مثمرة بإمكانها القول إن المشاركين من الهيئة ذهبوا بصفتهم الشخصية .
وأضافت المعلومات أن موسكو بصدد وضع مقترحها حول الحكومة العسكرية موضع التنفيذ بسبب تأكدها من فشل مسار جنيف , لذلك بدأت اتصالات واسعة مع المعارضة السورية شملت كل الأطراف تقريبا عدا تلك المقربة من أنقرة .
حكومة عسكرية مشتركة وإلغاء الهيئة الانتقالية
وينص الاقتراح الروسي على التركيز على أحد مقترحات مؤتمر فيينا وهو إنشاء المجلس العسكري ولكن دفعه للمقدمة وترك قضايا غير جوهرية لمحادثات جنيف وتضيف المصادر أن موسكو عرضت المقترح على وزير الخارجية الأمريكية خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو ولكن أقصى ما حصلت عليه موسكو هو ضمان عدم ممانعة واشنطن للاقتراح وترك موسكو تتحرك لإقناع المعارضة السورية به مع تشديد واشنطن على ضمان تأييد الهيئة العليا للمفاوضات .
وبحسب المصدر الدبلوماسي العربي ينص الاقتراح الروسي على تجاهل فكرة المرحلة الانتقالية والهيئة الانتقالية باعتبارهما غير شرعيين والذهاب مباشرة إلى حكومة عسكرية عادة ما تحبذها موسكو .
وكان دي ميستورا اقترح في وثيقة إطار تنفيذ بيان جنيف تشكيل ثلاثة أجسام، هي هيئة انتقالية تتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة وتشكيل مجلس عسكري مشترك ، إضافة إلى مؤتمر وطني وصولاً إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية.
ويضم وفد المعارضة المقترحة إلى موسكو ست شخصيات بينهم ممثل عن الهيئة العليا إضافة إلى مجموعة القاهرة ومجموعة موسكو وشخصيتين عسكريتين من الذين انشقوا عن النظام برتبة لواء يتوقع أن يلعبا دورا هاما في الحكومة العسكرية.
وتقول موسكو بحسب المصدر إن ممثلي النظام في الحكومة العسكرية سيكونان اللواء علي مملوك رئيس مكتب الأمن الوطني حاليا وسابقا مدير المخابرات العامة السورية والاسم الثاني سيكون العميد ماهر الأسد بعد ترفيعه إلى رتبة لواء ونقله إلى الأركان العامة للجيش السوري.
وتقول المصادر إن موسكو وضعت اسم العميد ماهر لإرضاء عائلة الأسد وتقديم ضمانات للعلويين ولكن المصادر ترى أن وضع هذين الاسمين قد يكون للمساومة عليهم لاحقا مع الرفض المتوقع للمعارضة لاسم ماهر الأسد المسؤول عن الفرقة الرابعة التي ارتكبت أسوا الانتهاكات خلال الأحداث السورية إضافة إلى مسؤوليته عن كل ماجرى بحكم وجوده في مركز القرار العائلي والحكومي.
المركز الصحفي السوري – مريم احمد.