قال المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا, في وقت متأخر يوم الجمعة, أن “البراميل المتفجرة” تلقى من الطائرات في سوريا والطرف الوحيد الذي يملكها الحكومة.
وأوضح دي ميستورا في رسالة مسجلة على فيديو أنه “تلقى (البراميل المتفجرة) من الطائرات الهليكوبتر والطرف الوحيد الذي يملك الطائرات الهليكوبتر هو الحكومة”.
وأضاف دي ميستورا “في حين تستخدم قوات المعارضة على قدم المساواة “مدافع الجحيم” (وهو مدفع جهنم المصنوع بطريقة بدائية من جرار الغاز المنزلية), تظل البراميل المتفجرة “أكثر فعالية في قتل المدنيين بصورة وحشية”.
وكان محققون تابعون للأمم المتحدة قالوا, يوم الثلاثاء, أن “قوات الحكومة السورية ألقت براميل متفجرة على حلب بصورة شبه يومية هذا العام على نحو يصل إلى حد جريمة حرب تستهدف المدنيين كما أن القصف الذي تشنه المعارضة أسقط ضحايا بالجملة”.
وفي ردود افعال الدول حول موضوع “البراميل المتفجرة”, قال الدبلوماسي الروسي أندري ليستوف للمجلس إن أي تحركات للمجلس ينبغي ألا “تقوض محاولات الحكومة السورية في مكافحة الإرهاب بصورة شرعية”, فيما ردت الفيرة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة سمانثا باور إن كلمات المجلس باتت مثار سخرية من خلال الاستخدام المستمر للبراميل المتفجرة وإن “الحكومات التي تدعم هذا النظام تدعم هذه الممارسة”.
ومن جهته, قال السفير الاسباني رومان اويارزون مارشيسي عقب الاجتماع “ان المجتمع الدولي يقول بصوت واحد اوقفوا قنابل البراميل المتفجرة”, بينما وصف السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر من جهته الاجتماع بـ”نقطة انطلاق العملية لنستخدم اي خيار، واي اداة وهيئة في متناولنا” من اجل وضع حد لهذه الهجمات.
وسبق أن وجهت وزارة الخارجية والمغتربين رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن, يوم الاثنين الماضي, ردا على “المزاعم الباطلة حول استخدام ما يسمى بالبراميل المتفجرة”, موضحة أن ” الحملات التي تستهدف الحكومة السورية غايتها تشويه صورتها والتغطية على مكافحتها الإرهاب”.
وفي سياق متصل, قال رئيس الدفاع المدني بالمناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة رائد صالح أن أزيز الطائرات الهليكوبتر يملأ قلوب السوريين بالخوف من أن “الجحيم والنار” على وشك السقوط عليهم في البراميل المتفجرة, مضيفاً أن “هذا الصوت يعني ترقب الموت”.
وتابع صالح “كمواطن سوري لم أكن يوما أتخيل نفسي وأنا اطالب بتدخل أجنبي… لكن أرواح الأبرياء من النساء والأطفال الذين يلقون حتفهم كل يوم تدعونا لأي تدخل ممكن لوضع نهاية لآلة القتل الوحشية التي يقودها (الرئيس) بشار الأسد”.
وشرح صالح طبيعة “البراميل المتفجرة” بالقول “هي براميل من الصلب تحمل الشظايا والمتفجرات هي السلاح الأكثر فتكا. وأبلغ صالح مجلس الأمن أن رجال الإنقاذ يقومون بتمويه سيارات الإسعاف وعربات الإطفاء من أجل تجنب استهدافهم”.
وكانت منظمة “العفو الدولية” أعلنت في أيار الماضي, أن الهجمات بالبراميل المتفجرة تسببت بمقتل اكثر من 11 الف شخص في سورية منذ عام 2012, في حين نفى الرئيس بشار الاسد في مقابلة مع قناة “بي بي سي” البريطانية, في شباط الماضي, التقارير التي تتحدث عن مهاجمة قوات النظام المناطق تحت سيطرة المعارضة المسلحة بالبراميل المتفجرة, قائلا ان هذه التقارير “قصص سخيفة يستمرون في ترديدها في الغرب”, مضيفاً “ما أعرفه عن الجيش هو أنه يستخدم الرصاص والصواريخ والقنابل.. لم أسمع عن جيش يستخدم البراميل أو ربما أواني الضغط المنزلية”, لكن مسؤولين أوروبيين وأمريكيين قالوا أن ما قاله الأسد غير صحيح.
ويأتي ذلك في وقت ترتفع فيه وتيرة الصراع المسلح في عدة مدن ومناطق سورية, مما أدى لمقتل نحو 220 ألف شخص وجرح مليون ونصف, ونزوح الآلاف داخليا وخارجيا, وسط تبادل الاتهامات بين الحكومة والمعارضة حول مسؤولية العنف والدمار في البلاد وعرقلة الحلول السياسية للأزمة.
سيريانيوز