وقال دي ميستورا في كلمته بالجلسة الافتتاحية لمفاوضات جنيف التي حضرها وفدا المعارضة والنظام، إن الساعات الأخيرة شهدت تقدما كبيرا في تشكيل وفد شامل للمعارضة، لكنه أشار إلى الحاجة للمزيد من العمل.
وكانت الجلسة الافتتاحية قد تأجلت لساعات إثر خلاف بين المعارضة ودي ميستورا بشأن تمثيل الوفود، لكن المعارضة وافقت لاحقا على دمج ما يعرف بمنصتي موسكو والقاهرة المقربتين من روسيا في وفد المعارضة الذي اشترط اعترافهما بمرجعية بيان الرياض.
وشدد المبعوث الأممي على أهمية تنفيذ وقف شامل لإطلاق النار في عموم سوريا، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق سيواجه العديد من التحديات. وحذر دي ميستورا من أن الفشل بهذه الجولة سيعني المزيد من الموت والمعاناة واللاجئين والإرهاب، مؤكدا أن المهمة ليست سهلة وأنه لا يتوقع تحقيق المعجزات.
وأوضح أن قرار مجلس الأمن 2254 يتضمن تحديدا زمنيا للحكم والانتخابات والدستور، وقال إن كل ذلك ستتم مناقشته خلال الليلة وغد والأيام المقبلة.
وقد أشار موفد الجزيرة إلى جنيف زاور شوج إلى أن الجلسة الافتتاحية تحمل رمزية لإطلاق المفاوضات، ولكن الخطوة الحقيقية هي التي ستأتي لاحقا من خلال المفاوضات التي غالبا ما تكون غير مباشرة بين وفدي النظام والمعارضة.
وأوضح أن تحذير دي ميستورا من فشل هذه الجولة رسالة إلى السوريين على نحو خاص، وإلى دول المنطقة والدول الأوروبية التي قد تواجه موجة جديدة من اللاجئين.
وكان دي ميستورا قد استبعد في وقت سابق حدوث انفراج خلال هذه الجولة من المفاوضات، وقال إنه يتوقع جولات محادثات أخرى بالعاصمة الكزاخية أستانا لبحث وقف إطلاق النار والقضايا الإنسانية، بما في ذلك قضية السجناء.
الانتقال السياسي
وستتركز المباحثات على عملية الانتقال السياسي في سوريا، ووضع دستور جديد وإجراء انتخابات، وتشكّل عملية الانتقال السياسي نقطة الخلاف الجوهرية بين النظام والمعارضة، ولطالما قيدت جولات التفاوض الماضية.
وتطالب المعارضة بهيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات شرط رحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد، في حين يتمسك النظام بأن مصير الرئيس السوري غير قابل للنقاش.
ولم تشهد الجولات السابقة نقاشا حقيقيا بشأن عملية انتقال مفترضة للسلطة في سوريا في ظل رفض النظام السوري تطبيق بيان جنيف1، خاصة بعد تحقيقه مكاسب ميدانية كبيرة العام الماضي على حساب المعارضة في مدينة حلب وغيرها.
يشار إلى أن الجولة الرابعة في جنيف تأتي عقب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي وجولتين من المفاوضات بين النظام والمعارضة المسلحة في أستانا بكزاخستان برعاية روسيا وتركيا وإيران بصفتها دولا ضامنة.